وطني الملاذ الآمن.. - عبد الله إبراهيم الكعيد

  • 2/22/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وطني المملكة العربية السعودية قلب شبة الجزيرة العربية النابض، وليست كما يسميها زعماً الداعشيون والنصرة ومن ناصرهم بأرض الجزيرة أو بلاد الحرمين أملاً منهم في طمس هويتها مع اسمها وحدود أراضيها. في لحظة خاطفة عبرت ذهني صور أحداث شهر أغسطس من عام 1990م حينما غزا الغادر صدام حسين الجارة الكويت جاء أهلها إلى بلادهم الثانية المملكة وكانت هي الملاذ والحضن الآمن لهم. لولا أن فقد الأوطان لا يُحتمل لما شعر الكويتيون آنذاك بأنهم قد غادروا بلادهم. عاشوا بيننا كأهل. هُنا فتح الناس حتى البسطاء بيوتهم بكل ترحاب. عاشوا معهم المأساة، حتى تحررت الكويت وعاد أهلها إليها رغماً عن الأنوف. لماذا عبَرَتْ هذه الذكرى وقد مرّ عليها من الزمن عقدان أو أكثر؟؟ في إحدى الحدائق العامة شرق الرياض أذهب بعد عصر كل يوم للتريّض في ممراتها وهناك تغص الحديقة بالأخوة والأخوات من سورية مع أطفالهم وعجائزهم وشيوخهم. يأتون للترويح عن النفس المقهورة جرّاء الوضع في بلادهم. وفدوا إلى بلادنا وهم على يقين بما سيجدونه في أرضنا. صحيح ان الوطن لا يماثله مكان آخر لكنني رأيتهم وقد اطمأنت أنفسهم بعد هلع وشعروا بإنسانيتهم من جديد بعد أن هتكها نظام دموي متوحش. إن علاقة بلادنا بالأخوة والأشقاء العرب يوضحها الدستور(النظام الأساسي للحكم) حيث نصّت المادة الخامسة والعشرون على أن الدولة تحرص على تحقيق آمال الأمة العربيّة والإسلامية في التضامن وتوحيد الكلمة.. إلى آخر المادة. التضامن مع الأشقاء العرب ليس بالخطب الثورية النارية ولا بالوعود الهُلامية بل بالمواقف الصادقة ومناصرة الحق ونجدة الملهوف. من هُنا يُفترض بالدول الكُبرى التي تزعم دعمها للأمن والسلام أن تساند بلادنا في مواقفها تلك وتقدّر دورها الإنساني المتحضّر لا أن تقف ضدها ولاسيّما والأحداث الجسام التي مرّت بها منطقة الشرق الأوسط أبانت للعالم صدق نوايانا في الحفاظ على الأمن الإقليمي وبالتالي العالمي وان لا ينخدعوا بما يتهمنا به أصحاب الأجندات الخبيثة بأننا أهل إرهاب وعنف حتى لو مرق ممسوس عقل من بني جلدتنا بدعوى الجهاد المزعوم وتوحّش من توحش منهم ففي كل بقاع الدنيا هنالك الأشرار. الإرهاب يجد مواطن القلاقل والأمن المفقود بيئة خصبة فكيف يجتمع ملاذ آمن (بلادنا) ونشاط للإرهاب؟ أفلا تعقلون.

مشاركة :