الاشتغال على غرس القيم الأخلاقية ومفاهيم الحقوق والواجبات في الأذهان هو السبيل الأمثل لإعداد شعب سويّ منتج ومتطوّر. لو سألنا عن سبب البطء في نمو الوطن مقارنة بمن هم في منطقتنا ولديهم مثل ظروفنا وإمكاناتنا لكان الجواب حسب ما أظن هو عدم التركيز على بناء الإنسان بالتوازي مع بناء الأشياء وبالتالي ما يُفترض أن يغرس في ذهنه من مفاهيم وقيم. في التجربة التنموية المذهلة في سنغافورا على سبيل المثال والتي تمت خلال 50 عاماً بعد الاستقلال تضاعف دخل الفرد فيها خلال هذه المدة الزمنية 140 ضعفاً وفي هذا دلالة على حجم الإعجاز الذي تم. في محاضرة له بإحدى دول الخليج قال البروفيسور كيشور محبوباني أستاذ تطبيق السياسات العامة في جامعة سنغافورا الوطنية: "إن أهم ما قامت به سنغافورا هو صقل مهارات الموارد البشرية والدفع بها في الخدمة المدنية لتحقيق التميز مشيراً إلى نظام الخدمة المدنية هناك يُعد أكثر نظام يعتمد على الجدارة في العالم". إذا، لقد ركّزوا هناك على بناء الإنسان وتطوير مفاهيمه وصقل مهاراته كي يُثبت جدارته والميدان يا حميدان. انتقيت ثلاثة من جُملة أهداف برنامج التحول الوطني 2020 وهي: حل أزمة السكن إزالة المعوقات الإجرائية والإدارية والمالية تطوير التعليم العام والعالي وتخيلت حجم العمل المطلوب لتحقيق هذه الثلاثة أهداف فما بالك بجملتها الكبيرة والطموحة. حتى يمكن تحقيق هذه الأهداف بمعايير جودة عالية لابد من توافر عناصر بشرية ذات جدارة وكفاءة لأنها هي الصانع المطلوب للتحوّل إذ يستحيل تحقيق أيّ من هذه الأهداف دون عقول قادرة على استيعاب المهمات ومدركة لحجم التحديات. السؤال الكبير إذا كانت الكوادر الحالية التي تمسك بزمام إدارة شؤون هذه القطاعات الحيوية هي ذاتها التي سيوكل إليها في النهاية تنفيذ خطة برنامج التحول الوطني فلماذا لم تبادر بالتحول للأفضل من ذات نفسها دون الحاجة لمن يحثها ويدفعها لذلك؟ ثم هل هي قادرة بإمكاناتها الحالية على تحقيق تلك الأهداف الكبرى وفي الوقت المحدد؟ غرّدت التويتريّة (نسبة إلى تويتر) حصة الصيخان بقولها الذهن يصنع المفهوم نريده مقالاً منك (كاتب هذه السطور) شكّلوا الأذهان ولا تشكّلوا المفاهيم حسب قولها . aalkeaid@hotmail.com لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net
مشاركة :