اعطني وطنًا (2) | م. طلال القشقري

  • 12/4/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لأنهم يستحقون، فهأنذا أكتب للمرّة الثانية عن ذرية بعض المغتربين لدينا، ممّن وُلِدُوا في المملكة، ولا يعرفون وطنًا غيرها مقبولاً لأجسادهم وأرواحهم، بل إنّ بعضهم لم يروا أوطانهم الأصلية، وأزيدكم من الـ(بل) بيتًا هو أنهم لم يسافروا لخارج المملكة طيلة حياتهم! وهذا الأمر يُعيّشهم في أزمة حقيقية، إذ هم كالزوجة المعلّقة، لا هي متزوّجة، ولا هي مطلّقة، فخسرت مزايا الزواج، ومزايا الطلاق، وهم كذلك لا يحصلون على امتيازات أيّ مُواطَنة، سواءً هنا أو هناك، فحُقّ لهم أن يقلقوا على المستقبل، ويخافوا من المجهول!. لقد أسّس بعضُهم مُلتقى إلكترونيًّا، سمّوْه ملتقى مواليد المملكة، واتخذوا له شعارًا هو: (هنا نلتقي لنؤكّد أننا للمملكة ننتمي)، وفيه من القصص الواقعية ما يجعل المرء "القارئ" يتعاطف معهم، ويتمنّى حلّ مشكلتهم بصفة دائمة وجذرية! لكن لنكن واقعيين، فالمسؤول الأول عن مشكلتهم هو أوطانهم الأصلية، فهي التي لم تكترث لهجرة آبائهم، ولم تسْعَ جديًّا لعودتهم، وربّما كسرت جرّة الفخّار بعد هجرتهم؛ كي لا يرجعوا إليها، وهذا هو ديدن بعض دول العالم الثالث، يؤمنون أنّ إنقاص عدد سُكّانها هو الحلّ للتخلّف والتنمية المتعثّرة، لا الإصلاح والتطوير! ومن غير العدل كذلك تحميل المملكة مسؤولية حلّ مشكلتهم، خصوصًا وأنّ الهجرة إلينا لا تنقطع، لكن هناك من ذرية المغتربين من هم أهل للتجنّس، ففيهم مُبدعين ومُتميّزين وأكفاء في كافّة المجالات، وحبٍّ جارفٍ للمملكة، ونحن نحتاجهم كثيرًا، فهلاّ دُرِسَت حالاتهم برؤية مختلفة وغير تقليدية، ليُعْطَوْا وطنًا هم عاشقوه! تويتر: @T_algashgari @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :