فوضى مرورية عارمة تضرب أطنابها في جميع الأوقات وكل المواقع لا تسلم من الآثار ! المظاهر تتعدد : وقوف خاطئ بجوانب الطرق الرئيسة .. إقفال الشوارع من المسار الأيمن .. تهور في القيادة .. سيارات مهترئة بلا مصابيح ضوئية بعيدة عن اشتراطات السلامة .. زحمة سير خانقة .. وغياب كامل لدوريات المرور وقواتها ! واضح أن هناك نقصا في العدد والعتاد يعانيه المرور لا يتناسب مع اتساع الرقعة الجغرافية وتزايد أعداد المركبات وتلك المظاهر تتكرر في جميع المناطق الرئيسة دون استثناء ! زرت قبل فترة مرور الملز، فتفاجأت هناك بكم كبير من الضباط يقومون بمتابعة اعمال مكتبية روتينية لم يؤهلوا لها مثل معاملات الحوادث وغيرها، وتساءلت وقتها لماذا لا يفرغ الضباط والعسكر للعمل داخل الميدان ليسهموا في ضبط الحركة المرورية وأن يتم توظيف شباب مدنيين ليقوموا بهذه المهام الإدارية البحتة! صديقي عبدالرحمن المزروع يقول انه عضو في لجنة السلامة المرورية منذ 3 سنوات، ولم يتم خلال تلك السنوات تنظيم أي فعالية توعوية باستثناء مؤتمر سنوي .. بمعنى انها لجان شكلية فقط ! بصراحة.. إن كانت إدارة المرور العامة تخلت عن دورها التوعوي، فلا نستطيع أن نلوم اللجان الفرعية .. والسؤال : كم تبلغ ميزانية التوعية الإعلامية للمرور في العام الواحد وكيف يتم استثمارها؟! السؤال تستثيره ملاحظات لا تخطئها العيون، فاللوحات المرورية في الشوارع بعضها تالف وبلا صيانة لتصبح خطرا يتهدد السلامة المرورية، وبعض الشوارع تفتقر للتخطيط السليم وغياب علامات السلامة ما يجعلها أفخاخاً خطيرة تتهدد الحياة! ترى.. ما دور المرور في علاج هذه الملاحظات؟ وهل نسقت مع الجهات ذات العلاقة لمعالجة هذه الملاحظات التي يرصدها القاصي والداني بشكل يومي؟! اسئلة كثيرة تتركز حول التخطيط والتطبيق والرؤية.. وكلها تحالفت لتكون سبباً في تردي اوضاع المرور وارتفاع شكوى المواطن دون حل أو خجل من الجهات المعنية ! ليت الاهتمام انصب على علاج الفوضى المرورية في شوارعنا.. تماما كالاهتمام اللاهث خلف تحصيل مخالفات ساهر بقيمتها المضاعفة!!