توبة إبليس من الجنة - د.مطلق سعود المطيري

  • 2/24/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

من حسنات الرئيس معمر القذافي - وهي قليلة - شراء ذمم بعض المعارضين العرب بأبخس الاثمان، ليس في هذه التجارة فضيلة تحسب للمشتري سوى كشفه ادعاءات أبطال الإصلاح وشرفاء النزاهة، القذافي إنسان تعلم من تجربته الخاصه أن المعارضين في العالم العربي، هم أصحاب امتيازات، يمنعهم منها الإفلاس المادي، فمتى ما توفر قدموا للمانح الأخلاق والدين على سجادة عباداتهم. من هؤلاء المعارضين شكل القذافي سرايا عصابته ووزعها في بقاع كثيرة من الدنيا، وبدأ من أموال ملك ملوك أفريقيا ينطلق كفاحهم العاوي من فنادق النخب الأرستقراطية، ومن هنا عرفت حكايتهم التي تنحصر بأموال الزعيم وانحطاط أخلاقهم. وجود هؤلاء المرتزقة هو أحد أسباب استمرار حكم القذافي القمعي لمدة أربعين عاماً، هم من صنع لظهوره المجنون مبرراً شعبياً، فعندما تعدى على آيات القرآن وقام بحذف بعضها سكتوا عن هذا الكفر في مسارح ظهورهم، ولم ينكروا عليه ذلك الفعل الفاحش، فعندهم كل كفر وله ثمن، فالسيئات تفسر في الدنيا بمكاسبها وفي الآخره حسابها على الله. أحد أيتام القذافي أدعى أنه اخترق حسابه على تويتر، وأن المخترق كما شاهده بعض المتابعين قام بإعلان توبة صاحب الحساب وسرد بعض المعلومات المضللة، وهذا أمر يحدث في دنيا التقنية ومنتجاتها، فاختراق الحساب ليس عملاً مستحيلاً، ولكن المستحيل ان يكون صاحب الحساب المخترق أو صاحب أموال القذافي طاهر الضمير وسليم القصد، فالشك في نوايا وأعمال أصحاب الذمم المباحة أو المعروضه للبيع يعد شكاً أقرب لليقين، فالجزاء من جنس العمل، المنطق يقول إن أموال القذافي توقف تدفقها بتوقف حياة صاحبها، وبموته أعلن مرتزقته إفلاسهم، وهنا لا بد أن تخلق حيلة ماكرة للحصول على المال الحرام الذي يجعلهم أصحاب امتياز، ومن هنا جاءت الحيلة التي ادعى فيها يتيم القذافي اختراق حسابه، وبدأ كتابة بعض التغريدات التي تدين الأطراف المتورطة في صناعة خبثه سواء على مستوى الدول أو العصبات، فقد أراد صناعة حدث يحذر من خطورته على شركائه الحاليين، وهو أسلوب لجلب الأموال، فمن الطبيعي أن تتحرك الأطراف المتورطة معه بسرعة لمنعه من كشف أمرهم، وهذا التحرك لا يوجد له قيمة إلا قيمة المال،"الذي تعرف ديته يسهل قتله". عصابات القذافي القديمة بدأ حالها يسوء مادياً ومعنوياً، وانفضح أمرها عندما خرجت أسرار القذافي للعلن، وأصبحت حكايتهم معروفه ليس في وسائل الإعلام ولا بالأوساط الفكرية فقط، بل عند العامة، ففي كل جوال قصة لمكرهم وسقوطهم الأخلاقي، فتوبتهم من أموال القذافي ليست توبة من ذنب، بل توبة تبحث عن ذنب جديد أو ممول جديد، وهذا الممول بدأوا الاقتراب منه، فالجنون السياسي لا يورثه فرد لفرد بل تورثه دولة لدولة.

مشاركة :