من تغطى بالأمريكان عريان - د. مطلق سعود المطيري

  • 10/2/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يقول نائب رئيس المجلس العسكري الحاكم السابق في مصر الفريق أول سامي عنان: «من تغطى بالأمريكان عريان»، فالرجل الذي كان محط اهتمام قيادات العالم ووسائل اعلامه اثناء ثورة 25 يناير، بسبب مهنيته العسكرية وموقعه القيادي بصناعة القرار الذي رسم ملامح الوضع الجديد في مصر، فالمعروف ان الفريق عنان انه كان في زيارة رسمية اعتيادية دورية لواشنطن عندما قامت المظاهرات في بلاده، ففي تعليقه على تلك الزيارة يقول في كتابه الذي وضع فيه جميع مشاهداته لثورة 25 يناير: «انني اضطررت لقطع الزيارة.. وعندما سألني الامريكان عن موقف الجيش.. قلت انه لا يمكن أن يضرب الجيش الشعب المصري، واثناء المغادرة شاهدت على قناة الجزيرة أن رئيس الاركان المصري يقطع زيارته لمصر، وعلى ما يبدو ان الامريكان سربوا لقناة الجزيرة خبر مغادرتي لواشنطن». المتغطي بالامريكان عريان من أكثر التعليقات صدقا، فقد فسر سياسة واشنطن بلغة شعبية بالغة الدلالة والوضوح، فغطاء واشنطن لا يستر الا واشنطن، ومن ذهب لغير ذلك سيبقى عريانا ضعيفا ومهانا، فالتعامل الناجح مع واشنطن يجب ان يكون بغطاء حتى لا تتكشف العورات، فطهران تتعامل مع البيت الابيض بغطاء برنامجها النووي وكرامتها الوطنية، فبعد ان قدمت ثمنا لغطائها بدأت واشنطن تحترم موقفها المزعج، فقد عرفت طهران ما عرفته اسرائيل في السابق ان من اساسات النجاح ان يكون مصيرك مغطى بظلال قوتك الذاتية. فأمة العرب لا غطاء وطنيا لها ولا ذات لها، فإن قلت إنهم جزء من ايران هم كذلك، وان قلت هم عملاء للأمريكان هم كذلك، ففي كل ميدان للخيبات لهم خيبة، امة تتآمر على امة بغطاء اجنبي. إن أثبتت التقارير والمشاهدات الحية رسم خط جديد بالمنطقة يحمل توقيع واشنطن وطهران، التفت العرب لموقف تل ابيب من هذا المسار الجديد، لعل به غطاء يستر عوراتهم، غطاء يكون مثل بعض امنيات بعض الساسة والكتاب: «اسرائيل لن ترضى عن هذا المسار»، فقد وضع بعض الكتاب العرب كل ذخيرة دفاعهم عن بقائهم كريما في قلب أمنية وليس موقفا وسياسة وجهودا.. فالانشغال بمكالمة الرئيس الامريكي للرئيس الايراني ان لم يكن انشغالا يعبر عن موقف، سيكون انشغالا يكشف العورات ولا يغطيها، فواشنطن قد تحب المطيع لسياستها ولكنها لا تحترمه، فهي مثل العاشق المغرور يذل حبيبه ويحترم من يكسر غروره، فإن كانت السياسة تقوم على مجموعة من المصالح فإن تلك المصالح تحققها إرادات قوية وشجاعة، فلا يعني أن يكون لديك مصالح أن تكون قادرا على تحقيقها، فكم من مصلحة سلبت من يد صاحبها، فلم تنفعه الحسرات التي كشفت ضعفه على حمايتها. الخليج يملك اكثر من غطاء واقواها غطاء شعبه وهو الاقرب لحكومته والاقوى ومعه لن يكون هناك مشاريع للانقسام والتخاذل، فلا يكفي للحكومات ان يكون لها شعب مخلص حتى تحمي ارادة وجودها، بل يجب ان يكون ايضا للشعوب حكومات مخلصة تعمل على حماية الكرامة الوطنية لشعوبها، فالخليج اليوم ليس ميناء بترول يصدر البترول لمستورديه، بل أمة وفكر ورجال وطموحات وكرامة، فطهران ليست الأقوى وليس شعبها اكثر كرامة من الشعب الخليجي، وعلى ساسة الخليج ان يضعوا كرامة شعوبهم الوطنية غطاء لهم يحتموا به من تنكر واشنطن ودسائس طهران.

مشاركة :