فاقد الشيء لا يُعطيه، ومؤسسات المجتمع المدني التي لا تؤمن بدورها تصبح نتائجها محدودة؛ لأنَّها تستمد ضعفها من أصحابها، والمنتمين إليها، ومن مجلس إدارتها. لذلك أرى أنَّ تصريحات رئيس المجلس التنفيذي لجمعيَّة حماية المستهلك، التي يقول فيها: (إنَّ الجمعيَّة مثلها مثل هيئة الأمم المتحدة، لا تملك سوى الاستنكار والشجب)، تحتاج إلى مراجعة وتدقيق؛ لأنَّها بذلك تضعف دور الجمعيَّة. تصريحات الرئيس وردت في برنامج (يا هلا)، على تلفزيون (روتانا خليجيَّة)، وقد يكون معذورًا، عندما برَّر ذلك قائلاً: (أنا لا أتهكَّم عندما أقول ذلك لأنَّها الحقيقة)، مشيرًا إلى أن دور الجمعيَّة توعوي وتثقيفي فقط، وليس لديها أيّ سلطات تشريعيَّة، أو تنفيذيَّة، أو قضائيَّة، وقال أيضًا: (إنَّ ميزانيَّة الجمعيَّة محدودة، ولا تتعدَّى 5 ملايين ريال فقط، ولا تتيح العمل لتحقيق مطالب المجتمع العالية جدًّا). يا سعادة الرئيس، العلاقة بين الجمعيَّة، والتجَّار ليست قضيَّة حرب، ولا نزاع، ولا استعداء، إنَّها قضيَّة من شقَّين، الأول: هو المحافظة على حقوق الطرفين، فالمستهلك له حقوق، والتجار المستثمرون والمغامرون، وروَّاد الأعمال لهم حقوق، وكلا الطرفين بحاجة للآخر، وكلا الطرفين بحاجة لمراعاة حقوق الآخر، والجمعيَّة هي الوسيط. الثاني: إن دور الجمعيَّة تطويري؛ لأنها تُساهم في رفع وعي التجَّار بحقوق المستهلك، وتساهم في رفع جودة منتجاتهم، أو جودة خدماتهم، فهي في الإطار الصحيح؛ عونًا للتجَّار في الارتقاء بعملهم، وإبقاء عملائهم، وليست ناقمة ضدهم، فهما عنصرا تكامل لا تضاد. قوة الجمعيَّة في ثقة أعضائها فيها، وفي توحيد كلمتهم، وتأثير كلمتهم المجتمعة، ووقوفهم مع المستهلك ضد الاستغلال، وضد الجشع من قِبَل البعض، والاتحاد قوة، والكثرة تغلب الشجاعة. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول أبو الإدارة الحديثة، بيتر دراكر: الهدف من أي مشروع أعمال، هو جذب الزبون، والمحافظة عليه.
مشاركة :