الحلول المؤقتة: مكب نفايات الباحة مثلا | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 2/27/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يا له من منظر نشرته الحياة (22 فبراير) لمكب النفايات في محافظة العقيق التابعة لإمارة الباحة. إنها آلاف الأطنان من النفايات والمخلفات التي تتخللها ربما ملايين من أكياس البلاستيك التي لا تتحلل، وإنما تمكث في البيئة والأرض عدد قرون، فتنشر فيها السموم أشكالا وألوانا. في المكب المشؤوم ترى بوضوح قردة المنطقة، وهي تفتش عن الطعام وبقاياه علّها تشبع جوعها وتسد رمقها، ربما مئات من قطعان القردة، وغير بعيد عنها ربما عشرات أو مئات الطيور الجارحة التي تنتظر دورها في البحث والتفتيش عما يُؤكل من نفايات الإنسان. وواضح من المكاتبات الجارية (بين هيئة الأرصاد وحماية البيئة من جهة وأمانة الباحة بصفتها الجهة المسؤولة وإمارة منطقة الباحة بصفتها الإدارية الحاكمة) أن عمر هذا المكب لا يقل عن 10 أعوام، إذ المكاتبات مستمرة منذ عام 1428هـ بعد انتشار الروائح وشكوى السكان وتفاقم الضرر على البيئة والمكان. ومن عجب أن المكب سيئ الذكر لا يبعد عن المطار إلا عدة مئات من الأمتار، وكأن القادمين من المقيمين والمواطنين والسواح هم المعنيون بهذا الترحاب والإكرام!! ولكي نزداد من البيت شعرًا تقول الهيئة العامة للطيران المدني إن موقع المكب المأفون يؤثر سلبًا على سلامة الطائرات، وخصوصًا عند هبوطها على المدرج. وكذلك ينادي على ليلاه كل من مسؤول البيئة في منطقة الباحة ومسؤول السياحة فيها. تلك صورة من صور التخطيط غير السليم لدينا. ربما تكون محدودة ولكنها موجودة! كيف تم أصلًا اختيار هذا الموقع، وهو على مقربة من المطار؟ وهل دُرست جميع السلبيات والإيجابيات من هذا الاختيار الذي أحسبه عشوائيًا وغير مدروس إطلاقًا! المطار عادة هو عنوان المدينة أو المنطقة. تمامًا كمدخل البيت الذي يستقبل عبره الضيوف، فهل من اللائق استقبال الضيوف عبر مدخل تتراكم حوله النفايات وتنبعث منه الروائح. وكثير من الرزايا يُبنى على مفهوم (المؤقت).. مبنى مؤقت، مدرسة مؤقتة، مكب نفايات مؤقت، مستوصف مؤقت.. وتمر الأعوام وربما العقود ويتحوّل المؤقت إلى دائم، إنه المخدر المؤقت الذي يتحول إدمانًا لا حل له. رجاء ابحثوا عن حل غير مؤقت!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :