كثيرا ـ وللأسف ـ ما ننخدع بالمظاهر الخارجية والمفاتن الشكلية للأشخاص الذين نلتقي بهم، فنحكم عليهم بطريقة مسيئة نكِرة أو عاطفية ساذجة، فمثلا وكالمعتاد عندما نرى شخصا للوهلة الأولى نتمتم بداخل أنفسنا أو نقول لبعضنا: "شكله محتال، شكله طيب، أو شكله داهية... إلخ"، فنحكم عليه من خلال ما تعارفنا عليه، ولا نعطي لأنفسنا على الأقل فرصة التعرف عليه، أو معرفة المزيد عنه مع مرور الوقت، وينطبق كلامي على هؤلاء الذين نعدّهم ونضعهم قدوة لنا، كرجل عُرف عنه التعليم والفكر والثقافة العالية، فنأخذ عنه كل فعلة أو نصيحة، وعندما ننظر إلى حال أهله نجدهم بأسوأ الحال والأحوال، وأيضا ـ بظني ـ يرثى لها؛ من تقصير هذا الرجل وتعنيفه لزوجته وأولاده، ونعلم جميعا المَثل القائل: "اللي ما فيه خير لأهله، ما فيه خير للناس"!. ومن الناحية الأخرى، افتتان البعض بالجمال الخارجي والانخداع بحلاوة اللسان، وأغلب من يقعون فيه هم السطحيون، وقد لا يختلف عليه اثنان؛ لأن العين تعشق وتهوى الجمال، وتتناسى المكنون الجوهري ولا تُعيره أي اهتمام، ولكن مع الأيام إن لم يصدقهم المكنون مع المظهر، سيصبحون بالتأكيد ضمن ضحايا الندم والعاطفة. الزبدة: لا نداء إلا لجمال الروح والمنطق، ومطابقة الأقوال للأفعال.
مشاركة :