إذا ذكر الأدب الإسباني يقفز إلى الذهن العوالم المدهشة والأجواء الساحرة الباذخة التي صنعتها الواقعية السحرية التي تميز بها الأدب الإسباني أو الأدب المكتوب باللغة الإسبانية. وترنّ في آذاننا أسماء مثل ماركيز، الليندي، نيرودا وغيرهم. وعلى الرغم من ذلك فإن الترجمة من اللغة الإسبانية تعد قليلة مقارنة بما ينقل من الإنجليزية والفرنسية. ويتضح ذلك أكثر إذا حصرنا الأدب الإسباني بما يكتبه أبناء الدولة الأم (إسبانيا). فالترجمة ومعرفة أدب إسبانيا الحديث تعاني من فقر كبير على الرغم من الحراك الأدبي النشط فيها. بل إن الدراسات الاستشراقية أو الاستعرابية –كما يحب الإسبان أن يسموها- تشهد طفرة كبيرة وبالذات فيما يخص الاهتمام بالتراث الأندلسي وإعادة الاعتبار إلى كثير من رموزه، واعتباره مصدراً من مصادر تراثهم. وعى الرغم من ذلك فإن هذا الحراك يظل مجهولاً وغير معروف لدينا. فعندما كتب إدوارد سعيد كتابه (الاستشراق)، لم يذكر الاستشراق الإسباني إطلاقاً، ولم يشر إليه بتاتاً. وتشعر بالأسى عندما تعلم أن المستعرب الإسباني الكبير ميجيل أسين بلاسيوس انكب على دراسة ابن حزم وألّف كتاباً من خمسة أجزاء لم يترجم إلى العربية حتى اليوم. (نرجو أن نرى من يترجمه). نقول ذلك ودولة إسبانيا ضيفة شرف في معرض كتاب الرياض لعام 1435هـ - 2014م واحتفاء بذلك، فقد حوت المجلة ملفاً خاصاً عن أدب إسبانيا الحديث، كتب فيه نخبة مميزة من المهتمين بالأدب الإسباني، إضافة إلى أن المجلة تصدر كتاباً عن (ظاهرة الأجيال في الأدب الإسباني الحديث)، وأول دراسة بالعربية عن المستعرب الإسباني غوميث، وكتاب مترجم عن الإسبانية (الإسلام المتخيل في عيون الغرب)، كما أن هناك كتباً عن الأندلس ثقافة وفكراً أيضاً. الأدب الإسباني والثقافة الإسبانية ثقافة قريبة منا جغرافياً وثقافياً وتاريخياً ووشائج القربى لا تخفى.. فلماذا نُبعد؟!
مشاركة :