القاعدةُ الذهبيَّةُ للمرونةِ الذهنيَّةِ! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 10/6/2016
  • 00:00
  • 68
  • 0
  • 0
news-picture

يَفْتَخَرُ العَربيُّ بأنَّهُ دَائِمُ الثَّبَاتِ في مَسيرتِهِ، لَا يَتَزَحْزَحُ ولَا يَتحرَّكُ، لدَرجةِ أَنَّ بَعضَ العَربِ يَفتَخرُ بأنَّهُ يُشبهُ عَامودَ الكَهربَاءِ، الذي مَهْمَا دَارتِ الدُّنيَا وتَغيَّرتْ، فهُو ثَابِتٌ في مَكانِهِ لَا يَتحرَّكُ..! لَنْ أَتفلسفَ كَثيرًا في مَوضوعِ التَّغيُّرِ والثَّبَاتِ، ولَكنْ هُنَاكَ أمُورٌ يُستَحسنُ الثَّبَاتُ عِندَها، وتُحمدُ فِيهَا الأصَالَةُ، مِثل انتمَاءِ الإنسَانِ إلَى وَطنهِ، وإلَى دِينهِ، والتزَامُ الإنسَانِ بوعُودهِ التي يَقطعُهَا للنَّاسِ..! أمَّا مَا يَخصُّ الأفكَارَ -وهَذا الذِي أَعنيهُ هُنَا- فدَعونِي أُطلق مَفهومًا جَديدًا اسمه: مَفهومُ «المرُونَةِ الذِّهنيَّةِ»، التي لَعبتْ دَورًا كَبيرًا في حيَاةِ المُبدعِينَ والنَّاجحِينَ.. ولَكنْ مَاذا نَعنِي بالمرُونَةِ الذِّهنيَّةِ؟! يَقولُ شِكسبير: (حيَاتُكَ إذَا لَمْ تعجبْكَ غَيَّرهَا)، وهُو يَقصدُ هُنَا، المرُونَةَ الذِّهنيَّةَ التِي يَجبُ أَنْ يَتحلَّى بِهَا كُلُّ إنسَانٍ؛ يَبحَث عَن التَّطوُّرِ والتَّغيُّرِ..! مِن جِهةٍ أُخرَى، تَقولُ العَرَبُ في أَمثَالِهَا -وهُو قَولٌ يَستَحقُّ الإشَادة والتبنِّي والتَّطبيق-: (إذَا لَمْ يَكُنْ مَا تُريدُ فأَرِدْ مَا يَكون)، وهَذا المَثَلُ -باختصَار- يَقولُ: (إذَا كُنتَ مُدرِّسًا، ولَمْ يَصدرْ قَرارُ تَعيينِكَ؛ في المَدينَةِ التِي تُفضِّلُهَا عَن غَيرِهَا، فاقْبَلْ بالمَدينةِ التِي تُفَضِّلُكَ عَن غَيرِكَ، حَتَّى لَا تَخسرَ المَدينتَينِ)..! وفي سِياقٍ مُتَّصلٍ مَع نَفسِ الفِكرَةِ، يَقولُ أَهْلُ نَجدٍ -عَليهم سَحَائبُ الرَّحمَةِ-: (إذَا مَا طَاعَكَ الزَّمَانُ طِيعهُ)، وهَذا المَثَل مَن أَوضَحِ صورِ المرُونَةِ الذِّهنيَّةِ..! إنَّ المرُونَةَ الذِّهنيَّةَ مَفهومٌ كَبيرٌ، يَدخُلُ في كُلِّ نِطَاقَاتِ الحيَاةِ، فأَنتَ إذَا اعتَدتَ عَلَى طَعامٍ مُعيَّنٍ، ومَدينةٍ مُعيَّنةٍ، ومَنزلٍ مُعيَّنٍ، وأَصدقَاءٍ مُحدَّدِينَ، لَن تَستَطيعَ التَّأقلُمَ مَعَ غَيرِهم؛ إلاَّ مِن خِلالِ تَفعيلِ خَاصيَّةِ المرُونَةِ الذِّهنيَّةِ..! حَسنًا.. مَاذا بَقِي؟! بَقِي أَنْ نُشيرَ إلَى أَنَّ المرُونَةَ الذِّهنيَّةَ؛ أَصبَحتْ الآنَ ضَرورَةً مِن ضَرورَاتِ العَصرِ، التي يَجبُ أَنْ يَتعلَّمَها كُلُّ إنسَانٍ، لأنَّ الحيَاةَ صَارتْ صَعبَةً ومُتغيِّرةً، ولَيسَتْ كالسَّابقِ، فمَثَلاً فِي السَّابقِ كَان التَّحوُّلُ يَتمُّ كُلَّ نِصفِ قَرنٍ، أمَّا الآنَ فالتَّحوُّلُ يَحدُثُ كُلَّ يَومٍ..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :