لايزال متضررو مشاريع تطوير المدينة المنورة يقتاتون على الأمل بانفراج أوضاع عقاراتهم المرهونة على قيد الاحتمالات غير المؤكدة ، والتي لم تصدر قرارات رسمية حاسمة بشأنها حتى الآن ! ولعلّي لا أبالغ حين أقول إن هناك الآلاف من المتضررين القابعين - وفيهم عجزة ومسنون ومطلقات وأرامل -على أهبة الانتظار لسماع قرار يثلج صدورهم ، ويضع حداً لمعاناتهم الطويلة والمريرة نتيجة للتغيير في رؤية التطوير واستراتيجيته عدة مرات، والظروف الاقتصادية الدقيقة والحساسة التي يمر بها الوطن، ناهيك عن عشوائية وارتجالية المخططات السابقة ، والتي يدفع اليوم المواطن البسيط والمطحون فاتورتها الباهظة سواء معنوياً أو مادياً من جيبه المخروم !! ولن أتحدث عن بخس التقديرات ، ولا التفاوت البالغ في تقدير بعض العقارات ، والتي قد تكون إحداها ملاصقة للأخرى أو مقابلة لها ، مما يستدعي فتح ملفات الفساد والمحسوبيات، مما تقع تحت وطأته الثقيلة بعض مشاريعنا ! ولعلّ من نافل القول أن كل يوم انتظار يعني بلغة الأرقام خسارة مادية جسيمة وضرراً اقتصادياً فادحاً يقضم جيوب المتضررين وينهك ميزانيتهم ، -وكما أسلفت- فيهم من يعتمد اعتماداً كاملاً في قوت يومه ومعاشه ومصالحه اليومية على مدخولات هذه العقارات المرتهنة لتوقعات وتكهنات مختلفة، لا تزال في طور المجهول والمسكوت عنه حتى اليوم ! لترفع الشائعات المتضررين يوماً إلى مشارف الأمل بحلول» ما» يحملها لهم الغد المرتقب ، لتعود شائعة أخرى لتخسف بهم لمهاوي اليأس اليوم التالي ، وهكذا دواليك بينما تتضخم فاتورة الخسائر يوماً بعد يوم على المتضررين الذين ينهكهم الانتظار ، ويتناهشهم القلق على مآلات عقاراتهم! كنت قد كتبت من عدة أشهر في هذه الصحيفة أنه تم هدم وإزالة عقارات بالكامل في المنطقة المركزية ، لم يعوَّض أصحابها ريالاً واحداً ، ومما يؤسف أن معاناتهم لاتزال قائمة حتى يومنا هذا ،فالوضع يراوح مكانه منذ مدة طويلة !! والمؤلم أن فيها أوقافاً يستفيد من دخولها مئات المستحقين ، الذين لا يزالون ينتظرون انفراجة مع مطلع كل يوم جديد ، قد يجلب معه الفرج والقرارات الحاسمة بإعادة حقوقهم لهم ! ،لا تزال هناك أيضاً عشرات العقارات التي رُقِّمت وأُخليت ، ولم تهدم ولم يعوَّض أصحابها ، فيما لم يُعطَ لهم بعد الضوء الأخضر لتأجيرها أو التصرف فيها بالبناء وغيره ! سيدتان مسنَّتان مطلقتان تعيشان بالكامل على دخل عقار تابع لوقف تم إخلاؤه ولم يُهدم ، ولا يعلم ناظر الوقف حتى الآن مصيره ، فهل ستتناوله يد التطوير أم أنه داخل في عملية الإلغاء ، فيما تعتاش السيدتان على الديون وحسنات المحسنين ! عشرات القصص المؤلمة لمتضررين من هذه النوعية ، تستدعي سرعة الحسم وإصدار القرارات الكفيلة بإيضاح الرؤية وقشع مجهولها ، وإنهاء المعاناة وإجابة الأسئلة المعلَّقة منذ زمن طويل دون إجابات! مشروع درب السنة أيضاً هو الآخر لايزال مادة دسمة للتكهنات والشائعات التي تتوالد حتماً من غياب المعلومة الرسمية ، فمن قائل أنه حتماً نافذ على وجه السرعة بيد شركات أجنبية ستُعطى حق إنشائه وتنفيذه ، إلى قائل بتأجيله بل وإلغائه إلى الأبد . فيما لاتزال هناك شقق كثيرة خاوية على عروشها في المنطقة المذكورة ، ينفر منها المستأجرون لعدم وثوقيتهم من مصيرها المستقبلي ! انطلاقاً من كل ماسبق وما لم يتسع المقال لذكره من معاناة مريرة للمتضررين من أهالي المدينة المنورة ، أناشد ولاة أمرنا حفظهم الله جميعاً بحثِّ المسؤولين في هيئة تطوير المدينة وغيرها من الجهات المعنية على البت السريع في قضية مشاريع التطوير وتعويض المتضررين ، وإنهاء حالة الركود والجمود التي تعصف بالحركة الاقتصادية والعقارية في المدينة المنورة ، التي يتضرر منها أهالي المدينة وتعود عليهم بالخسائر الفادحة. amal_zahid@hotmail.com
مشاركة :