طلبة تونس يعطون ناجي جلول درسا في السعادة بقلم: رياض بوعزة

  • 11/24/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

طلبة تونس يعطون ناجي جلول درسا في السعادة نجم الأسبوع في تونس، كان بلا منازع وزير التربية ناجي جلول، حيث كان محط أنظار وسائل الإعلام والتونسيين ولا سيما الطلبة الذين طالبوا في بادرة فريدة من نوعها بإقالته من منصبه بسبب غياب مادة السعادة في رؤيته لقطاع التعليم، كما يقولون. العربرياض بوعزة [نُشرفي2016/11/24، العدد: 10465، ص(12)] الحياة متغيرة لم ينس ناجي جلول، يوما من الأيام أنه كان من بين الأساتذة، الذين تربوا وتتلمذوا على سياسة وثقافة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وهذا الأمر لطالما انعكس على سلوكه منذ توليه منصب وزير التربية. ومن الواضح أن ما فعله جلول، حينما بدأ في تطبيق رؤيته لتغيير نمط التدريس على أرض الواقع، جلب له الكثير من المتاعب. وقد ظهر ذلك بشكل لافت، مؤخرا، عندما خرج طلبة المعاهد الثانوية في عدد من محافظات البلاد في احتجاجات تطالب بتنحيته من منصبه. وطيلة الأيام الماضية، قاطع الطلبة مقاعد الدراسة وشكلوا مسيرات، كانت موضع تندر للبعض، فيما رآها آخرون أنها من المفارقات العجيبة والغريبة، لكونها فريدة من نوعها ولم يسبق أن شهدتها البلاد من قبل. وأمام المسرح البلدي المطل على شارع الحبيب بورقيبة، أحد أبرز معالم العاصمة التونسية، رفع الطلبة شعارات في مسيرتهم تلفت الانتباه، منها "مطالبنا تلمذية مش زيادة في الشهرية" و"قلبي مغلغل على الحكومة" و"يا جلول بابورك صفر". ولم يكتف الطلبة بذلك، بل استغلوا على أكمل وجه وسائل التواصل الاجتماعي في حملتهم لـ"إسقاط جلول"، والتي كانت محل استغراب للبعض من المتابعين للحياة السياسية في البلاد. أحد الطلبة علق قائلا إن عدة دول من العالم وضعت في أنظمتها التعليمية مادة "السعادة"، لذلك لا ينتحر طلبتها ووجه العديد من الطلبة رسائل مختلفة عبر مقاطع فيديو في موقع “يوتيوب”، وصفها البعض بالمخجلة بينما اعتبرها آخرون بأنها قوية، إذ اعتبر هؤلاء الطلبة أن وزير التربية، لديه نظرة سطحية لواقع التعليم. وقال أحدهم إن "التعليم في تونس لا يشجع على اكتساب ثقافة ذاتية، بل هو مجرد شحن معلومات ودراسة مرهقة لثماني ساعات تصيب الطلبة بالكآبة حتى صاروا يلتقون بالأساتذة أكثر من آبائهم”. وأشار آخر إلى أن الحكومات في عدة دول من العالم طورت تعليمها كثيرا حتى أنها وضعت في أنظمتها التعليمية مادة اسمها “السعادة”، لذلك لا ينتحر طلبتها. واعترف وزير التربية في حوار مع محطة التلفزيون الرسمية، الاثنين، بوجود تقصير حينما قال إن “الناس تعودت بنظام يعتمد على نظام الامتحانات.. ربما الخطأ الذي ارتكبناه هو أن طموحنا كان أكثر من اللازم وأردنا الإسراع في نسق الإصلاح التربوي". وأضاف الأستاذ السابق في التاريخ والآثار الإسلامية في جامعة منوبة "يجب أن نفهم جيدا أن نظام الامتحانات لم يضعه وزير التربية بل اللجنة العليا للإصلاح التربوي والتي تضم خبراء من الوزارة ومن اتحاد الشغل". وكان جلول، المولود في مدينة البقالطة من محافظة المنستير، قد أكد مرارا أن لدى الوزارة تصورا كاملا لكل ما يتعلق بالتعليم. وقال في أحد اللقاءات إن "ساعات التدريس في تونس أقل بكثير من المعدلات العالمية ومن الضروري إعادة النظر في هذه المسألة لتكون ساعات التدريس وفق المعدل العالمي". وكشف حينها عن اعتماد الوزارة لتطبيق توقيت مدرسي جديد في 60 مدرسة خاصة، إضافة إلى تغييرات بسيطة في نظام الاختبارات، ليتم تعميم هذه التغييرات في جميع المدارس في السنة الدراسية 2016-2017. والوزير التونسي جلول (59 عاما)، متحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا في 1988، كما أنه عضو مؤسس للجنة الوطنية للتاريخ العسكري في تونس. ولدى جلول، العديد من المؤلفات من أهمها “التحصينات الساحلية لإيالة تونس في العهد العثماني” و”الرباطات البحرية بإفريقية في العصر الوسيط”، إضافة إلى العشرات من المقالات حول التاريخ العسكري. يذكر أن الوزير المثير للجدل، كان ينتمي إلى المكتب السياسي للحزب الجمهوري، قبل أن يستقيل من منصبه في سبتمبر 2013، ليعلن فبراير 2014 انضمامه إلى حركة نداء تونس. :: اقرأ أيضاً مسيحيون يتشبثون بالحياة في الموصل صوت الأذان وجرس الكنيسة في ترنيمة سلام لبيروت بيرلسكوني يريد إنهاء مسيرته رئيسا لنادي ميلان الإيطالي أول ظهور اجتماعي لسيدة مصر الأولى

مشاركة :