في نظم القيادة الحديثة، يتمُّ تفويض الصلاحيَّات للإسراع في الإنجاز، ولكنَّ المسؤوليَّة لا تُفوَّض، وأعتقد أنَّ وزير الصحة أخذ بهذا المبدأ، لذلك كانت تصريحاته الأخيرة واضحةً، ومباشرةً في هذا المجال. نقلت الصحف، أنَّ وزير الصحة توفيق الربيعة، أكَّد أنَّ أيَّ سوءٍ إداريٍّ في مركز، أو مستشفى هو مرتبط بمديري المديريَّات الصحيَّة في مناطق المملكة، ويعكس متابعتهم لها، وأضاف في رسالة وجَّهها لمديري العموم، ومديري المديريَّات، في المناطق والمحافظات: إنَّ هذا ينطبق عليه أيضًا، مؤكِّدًا أنَّ الوزير هو المسؤول الأول عن أيِّ قصور. وحثَّ -في بيانه- على القيام بزيارات للمراكز الصحيَّة، والمستشفيات بشكل مستمر، وأن يكون وقت المديرين 60% ميدانيًّا في زيارة المراكز، والمستشفيات، وبشكل غير مجدول، وأن تكون الزيارات في أوقات مختلفة من اليوم، وأنَّه سوف يتمُّ قريبًا تفعيل (المراجع السري) من خلال فريق عمل يزور جميع المستشفيات، والمراكز، والمديريات بشكل دوري لتقييم الأداء كما هو. المبدأ الذي يسير عليه الربيعة ليس جديدًا، فقد رأيناه يطبقه في وزارة التجارة، وهو بالتأكيد له عدة فوائد، الأول أنَّه يعطي العاملين الثقة بالقيادة التي تقف من ورائهم، فهم سيجتهدون ويبذلون كافة جهدهم للنجاح، ولكن عند الإخفاق سوف يتحمَّل عنهم الوزير الضربة والملامة، فيكونون أكثر محبةً وتقديرًا وولاءً وعطاءً. الأمر الثاني: أنّ القيادي نفسه لن يترك المتابعة، فطالما هو المسؤول الأوَّل يجب أن يحسن اختيار البطانة، ويحسن اختيار الفريق، ويعطيهم الصلاحيات الكافية، والتدريب والتأهيل الكافي للقيام بالمهمّة، نيابة عنه، على أحسن وجه. الفائدة الثالثة: وهي الأهم، عند النجاح لن يتصدر القيادي وحده، بل سيعطي الفضل لأهله. # القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول هاري ترومان: يا للعجب كم تستطيع أن تنجز، إذا لم تأبه من يأخذ (الكريدت).
مشاركة :