في معرض الكويت الدولي للكتاب الـ41 - الذي انتهت فعاليات السبت الماضي - وتحديدا في «ركن ثقافة الطفل»، أقيمت انشطة ثقافية عدة للأطفال، منها ورشة «تعزيز روح الولاء والانتماء» قدمتها الكاتبة الكويتية أمل الرندي- الفائزة منذ أيام بالمركز الأول في جائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والعلوم، بعد فوزها بالمركز الثاني للجائزة نفسها العام الماضي أيضا، كما أنها من الذين يساهمون في جعل أبناء الكويت في مقدمة المبدعين، وهي صاحبة الحضور المميز والدائم في المحافل الدولية. وعلى هذا الأساس أجرت «الراي» هذا الحوار مع الرندي، الذي نورد إليكم نصه: • حدثينا في البداية عن ورشتك في معرض الكويت الدولي للكتاب الأخير الذي انتهت فعالياته السبت الماضي؟ - حرصت على أن تكون ورشتي هذا العام عن موضوع يلامس قلب الكبير قبل الصغير، «تعزيز روح الانتماء والولاء»، لنغرس في نفوس الأطفال النقية أن الانتماء إلى الأوطان كالانتماء إلى الأمهات، حيث يصبح حب الوطن جزءاً لا يتجزأ من تكوين الطفل ينمو معه ويكبر، فمهم جداً ان نعزز هذه القيم منذ الصغر، لنتجنب الكثير من الأمور السلبية في الكبر، تلك القيم التي من شأنها أن تخترق المجتمع وتمزقه وتلوث أجمل ما فيه من تلاحم مجتمعه وقوة تماسكه. أهتم دائماً بتفاعل الأطفال في الورشة، وبالفعل هو تفاعل جميل، أحسست به عندما قاموا بترديد بعض الأناشيد الوطنية التي تعبر عن حب الوطن، خصوصا اطفال «رياض الاطفال». أما اطفال مرحلة «الطفولة المتوسطة»، فتم عرض نماذج من مواطنين مميزين، أحبوا الوطن واخلصوا له، بل وابدعوا من أجله ايضا، كالشاعر أحمد مشاري العدواني، كاتب النشيد الوطني، وإبراهيم الصولة ملحن النشيد، وايضا في مجال الرياضة، مثل بطل الرماية العالمي فهد الديحاني. عرضت على الأطفال هذا العام في الورشة قصتي «عيدي يا كويت»، التي تعبر عن حب الوطن والمشاركة الايجابية في الاحتفال بأعياده ومناسباته الوطنية، وتم توزيع هذه القصة التي صدرت عن المجلس الوطني للثقافة والفنون، لمناسبة عيدي الاستقلال والتحرير، على كل الاطفال المشاركين في الورشة. • هل ترين أهمية في إقامة ورش للأطفال في هذا المعرض الدولي؟ - أرى انها من الفعاليات المهمة الخاصة بالطفل، فالمعرض والكتاب للكبار والصغار، بل مهم جداً أن نكرس فكرة أن المعرض للأطفال أيضاً، ونشجع الأطفال على زيارته واعتباره مناسبة سعيدة له، كما نشجع دور النشرعلى تكثيف إصدارها كتباً للأطفال، لأنها تساهم في تأسيس ثقافة الطفل. أما الورش فمن شأنها أن تعطي للطفل مساحة للمناقشة والحوار والحضور مع كاتبة، بعيداً عن علاقات الروضة أو المدرسة أو المنزل. كما أنه يجد في لقائه مؤلف الكتاب الذي بين يديه فرصة لا تعوض تزيده حماسة لقراءته. الورشة حدث ومناسبة جميلة ورحلة مدرسية مفيدة ترسخ في ذاكرة الطفل، وتجعله بشكل غير مباشر ميالاً لأجواء الثقافة، ومن المقبلين عليها. في العام الماضي قدمت ورشة بعنوان «كيف تكتب قصة؟»، شارحة العناصر التي يجب أن تتوافر في القصة الجيدة، وقمنا بعمل مجموعات صاغت افكاراً لكتابة قصص، وكانت أيضا من الورش التي استمتعت بها كثيرا، كونها تأتي بفائدة ملحوظة للأطفال، وتؤسس لبروز كتاب في المستقبل. أنا فخورة حقيقة بما يقدمه المجلس الوطني بفعالياته المتنوعة، خصوصاً مركز ثقافة الطفل الذي ترعاه مراقبة ثقافة الطفل الاستاذة مريم سالمين بعطائها ودقتها وتفانيها من أجل إنجاح أي نشاط يقيمه المركز، وهي تقيم العديد من الانشطة، التي تتيح، بشكل مستمر، للكاتب الالتقاء مباشرة بالأطفال، وتقدم له فرصة اكتشاف امكاناتهم وقدراتهم ورغباتهم وما يفيدهم ويؤثر فيهم من قصص. • نراك في نشاط دائم، ما آخر انشطتك الثقافية في الكويت وخارجها؟ - في الكويت فرغت من أيام قليلة من تقديم ورشة عن «مهارات كسب تعزيز روح الولاء والانتماء من خلال القصة»، في جامعة الكويت «كلية العلوم الاجتماعية»، في إطار «مؤتمر المواطنة وتعزيز قيم الولاء والانتماء»، وقدمت في الورشة العديد من أفكار قصصي التي تعزز هذه القيم الوطنية، كنماذج لكل مرحلة عمرية، مثل قصة «البيت الكبير»، قصة «علم بلادي جميل»، قصة «ما أجمل الكــــويت»، بالإضافة إلى قصة «عيدي يا كويت» السابقة الذكر. أما كتابتي القصص فهي مستمرة، وسأحضر أيضاً قصة «أجمل عقاب» الفائزة في مسابقة عجمان للطباعة، ولدي مشاريع طباعية أخرى إن شاء الله. • ما القيم الإنسانية التي تودين تعزيزها في قصصك للأطفال؟ - احرص على أن تكــــــون فــــــي كل قصة قيمة اخلاقية، من خلال الأحداث التي أقدمها فيها، ودائما علينا أن نعمل على تحفيز الطفل في اتجاه إيجابي، ليكون عندما يكبر انساناً إيجابياً متعاوناً، مثابراً، متسامحاً، وغيرها الكثير من القيم التي يجب أن نزرعهـــــا في نفوس أبنائنا منذ الصغر، فينشأون عليها ويكون بنيانهم الأخلاقي قويماً. هذه هي المهمة الأساسية التي تقوم عليها كتابتي أدب الطفل. • لم يمر وقت طويل أيضاً على جائزة الدولة التشجيعية التي فزت بها، هل تعتقدين أن هذه الجائزة الوطنية تعطى لتوفر هذه القيم أم لا شرط في ذلك؟ - نعم فزت بجائزة الدولة التشجيعية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 2015، عن إصداري مجموعة قصصية للأطفال بعنوان «حدائق العسل»، وهي بالفعل تحتوي على أربع قصص متنوعة الأفكار، بين الخيال والقيم الاجتماعية وحقوق الطفل، فأنا أحرص في كل إصدار على التنوع والتجديد، لكن في إطار تشجيع الطفل على اكتساب قيم أخلاقية ووطنية وإنسانية. أما الأفكار التي قادت هذه القصص الأربع فهي: «جميل في كل مكان»: عن حقوق الطفل ومـــــساعدة الأطفـــــال الذيـــــن يرمــي بهم الدهر. «حدائـــــق العســـــل»: عن الأهمـــــية الرمـــــزية لمثابرة النحلة في عملها وتجنب الكسل. «الكرسي المتحرك لا يعيقني»: عن الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وما يملكونه من إرادة قوية وموهبة تنسيانهم ما هم به وتفرضان قوة شخصيتهم في المجتمع. «أحمد ونورا والكناري»: عن معنى الحرية والرفق بالطيور ومن خلالها بالإنسان. المجموعة خاصة بمرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة. تعاونت فيها مع مجموعة من الفنانين المتميزين: محسن عبد الحفيظ، الفنان السوري الذي رحل أخيراً إياد العيساوي وعمر فاروق. بعد «حدائق العسل» أصدرت هذا العام أيضا قصة «نجم المستطيل الأخضر» التي تدعو إلى قيم التسامح، وهي التي فزت بها بالمركز الثاني بجائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والعلوم عام 2015. أما قصة «أجمل عقاب» التي فزت بها بالمركز الاول في جائزة الشيخ راشد بن حميد عام 2016، وهي تدعو أيضا ليس فقط إلى التسامح، بل إلى أن يكون التسامح درساً بديلاً من العقاب لمنع تكرار الإهمال. أما بالنسبة إلى الجائزة، فلا يكفي شرط وجود قيم إنسانية أو أخلاقية أو وطنية فيها، ولا تكفي الأفكار المهمة وحدها، فالمهم كيفية تقديم الأفكار، والأسلوب الشيق الذي يستخدمه الكاتب، واللغة المبسطة التي لا تكون غريبة عن مستوى الطفل ومزاجه، وتناسب الأفكار مع العصر الجديد الذي يعيشه الطفل.
مشاركة :