في إطار أنشطة معرض أبو ظبي الدولي للكتاب الأخير، وقعت الكاتبة الكويتية أمل الرّندي كتابها الجديد «نجم المستطيل الأخضر» الذي فاز العام الماضي بجائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والعلوم في عجمان، فرع قصص الأطفال. وصرحت بالقول: «يسرني أن أوقع في هذا المعرض البارز على مستوى المنطقة والعالم، ووسط الأنشطة الثقافية المهمة التي تابعت بعضها هنا، فهذا المعرض مناسبة سنوية لا يمكن أن يهملها أي مثقــف ومــتابع لشئون الثقافة يستطيع الوصول والمشاركة، كما يهمني أن تتمثل دولة الكويت بي وبآخرين من الكتاب سواي، وأنا أفرح كثيراً عندما يحضر الكويت في أي محفل ثقافي في العالم، إن كان بوجودي أو وجود سواي من المثقفين الكويتيين».وتابعت الرندي: «منذ أسابع كنت أشارك في فعاليات معرض تونس للكتاب الدولي، وقبلها تسلمت من حاكم عجمان الشيخ حميد بن راشد النعيمي «جائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والعلوم»، لفوزي بالمركز الأول في الجائزة، فرع أدب الطفل، وهي المرة الثانية على التوالي التي أفوز فيها بهذه الجائزة. فأنا أحاول ألا أفوت أي فرصة ثقافية يمكنني أن أكون حاضرة فيها في معرض أو مؤتمر أو مهرجان ثقافي خارج الكويت، وفي هذا العام أيضاً كانت لبيت دعوة إلى المشاركة في «مؤتمر أدب الأطفال وتنمية الإبداع محليًا وعربيًا وعالميًا» الذي أقيم في جامعة حلوان بمصر، وكانت الأبحاث في صلب مصلحة الطفل العربي ومعرفة السبل الحديثة لإبداعه».أما الكتاب الذي وقعته الأديبة الرندي في معرض أبو ظبي فكان هو نفسه موضوع الورش الخمس التي أقامتها لأطفال من تونس، على مدى أربعة أيام، في معرض العاصمة التونسية، قدمت خلالها قراءة لقصتها «نجم المستطيل الأخضر» مع مناقشة مضمونها ومغزاها، كما قدمت ورشة في المعرض نفسه تعلم فيها الأطفال فن ومراحل كتابة القصة.عن القصة التي وقعتها في معرض أبوظبي وعن سر فوزها بجائزة، قالت الرندي «إن الغاية منها تكريس فكرة التسامح في حياة الأطفال، وتعزيز قيم هذه الفكرة في نفوسهم، من خلال اعتبار ملعب المدرسة (المستطيل الأخضر) رمزاً للعالم الذي نعيش فيه. فيوسف، لاعب كرة القدم، هو مثلٌ للطفل الذي يسامح من يمارس العنف ضده، منعاً لتفاقم الخلاف بين اللاعبين. فهو تعرض لاعتداء من لاعب آخر من مدرسته، وأصيب بالأذى من جراء هذا الاعتداء، ومع ذلك يسامح زميله الذي أذاه، ويمنع عنه عقوبة الإدارة وسط ذهول أصدقائه، فنحن اليوم بأمس الحاجة إلى التسامح، فلا يفاقم المشكلات في منطقتنا إلا التحدي والخصام والعداوة، لا سيما عداوة الإخوة، فبعض التنازل للأخ والصديق والزميل يوفر علينا الكثير من الشرور التي تلحقنا لو امتنعنا عن التسامح. طبعاً القصة مشغولة بقالب أدبي شيق يجذب انتباه الطفل، ويأخذه إلى عالم القصة وأحداثها وعقدها وحلولها ومفاجآتها».وختمت الرندي حديثها شاكرة دار المؤلف ومن حضر من الكبار والأطفال والزملاء والزميلات من كتّاب أدب الطفل العرب، ومن إعلاميين وناشرين ومثقفين وأصدقاء. ورأت أن الطفل يستحق منّا كل اهتمام بتنمية أفكاره وتطوير الأدب المخصص له، والتعب على إيصال القيم الأخلاقية له، وقالت: «الطفل الواعي والقارئ والمبدع هو المستقبل الذي نتطلع إليه، ومن خلاله نؤسس لوعي جديد، ووطن متجدد، ومجتمع يتطلع إلى الرقي الحضاري، فالأوطان تزدهر وتسمو برفع المستوى الثقافي لأطفالها، وما علينا إلا أن ندعم كل الأنشطة الخاصة بثقافة الطفل في الكويت وخارجها، ولن أترك أي فرصة تساعد على تنمية أدب الطفل وثقافته، حرصاً مني على دفع ثقافة المجتمع وضمان مستقبل أفضل لوطننا الأحب الكويت ووطننا الأكبر العربي».
مشاركة :