أمل الرندي: الكويت من أولى دول الخليج في صحافة الطفل - ثقافة

  • 11/27/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شاركت الكاتبة الكويتية أمل الرندي في «المؤتمر السنوى الثاني لمركز توثيق وبحوث أدب الأطفال» الذي أقيم في القاهرة أخيرا تحت عنوان «أدب الأطفال فى العالم العربى عبر العصور والأزمنة»، وتركزت مشاركتها على «أدب الأطفال في الكويت بين الماضي والحاضر». وتحدثت في الجلسة الثانية للمؤتمر، مؤكدة على دور البيئة الثقافية الكويتية الحاضنة لأدب الأطفال، والدور التأسيسي الذي لعبته رياض الأطفال، وأنشطة مسرح الأطفال، والمؤسسات الحكومية والخاصة، متوقفة عند أهمية تجربة مجلات الأطفال في تنمية علاقة الطفل بالأدب، ومفندة مساهمة الكتّاب في دفع هذا الأدب إلى الأمام. كما أهدت مجموعتها القصصية «حدائق العسل»، الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية، إلى دار الكتب المصرية، ممثلة بالدكتور نادر عبد الدايم مدير المراكز العلمية بالدار، الذي أعرب عن: «سعادته بهذا الإهداء القيم من الشقيقة الكويت باسم مؤلفته الكاتبة المتميزة أمل الرندي». انطلقت فعاليات المؤتمر في قاعة المؤتمرات بدار الكتب، على كورنيش النيل، بوسط القاهرة. برعاية وزير الثقافة حلمي النمنم، وإشراف الدكتور أحمد الشوكي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، والأستاذة إيمان عبدالعزيز مدير عام مركز توثيق وبحوث أدب الأطفال، والأديب الكبير يعقوب الشاروني مقرر المؤتمر، والدكتور سلامة تعلب منسق أبحاث المؤتمر. وألقى كلمة الافتتاح الدكتور نادر عبد الدايم، رئيس المراكز العلمية بدار الكتب. شارك في المؤتمر ثلاثون باحثاً، من مصر والكويت ولبنان وفلسطين والمغرب وليبيا والسعودية وأذربيجان، وتوزعت المداخلات على ست جلسات على مدى يومين. حملت الرندي إلى المؤتمر إذاً التجربة الكويتية في مجال أدب الطفل، بكل ما فيها من مميزات وخصوصيات، مركزة على اهتمام الكويت، دولة ومؤسسات مدنية وإعلامية، في رعاية الطفل، وقد اعتبرت أن الكويت- إن لم تكن سباقة على مستوى المنطقة العربية- إلا أنها كانت متقدمة على مستوى محيطها على الأقل، واستطاعت أن تؤسس خلال فترة وجيزة فضاء ثقافياً تأسست عليه أجيال من المثقفين الكويتيين، وعندما منّ الله على الكويت بنعمة النفط اتجهت نحو الاستثمار الثقافي، بل تطلعت لأن تكون مركزاً بارزاً في احتضان الثقافة العربية، وإنتاج المزيد من الصحف والمؤلفات التي تصل إلى المواطن العربي بأسعار شبه مجانية. واعتبرت الرندي في البحث الذي قدمته أن أدب الطفل لم يكن لينمو ويرقى إلا مع نمو ثقافة الطفل، فالعمل على احتضان الطفل في رياض الأطفال يشكل اللبنة الأولى في بناء ثقافة الطفل، ويعد من المراحل التعليمية المهمة، التي قطعت فيها الكويت شوطاً كبيراً من التطوير، وقد بات دخول رياض الأطفال إلزامياً. وقالت: «إذا عدنا بالذاكرة إلى البدايات علمنا أن الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال في الكويت انطلق منذ عام 1953، وعام 1954 عندما أُنشئت روضتا طارق والمهلب». وفنّدت علاقة رياض الأطفال بأدب الطفل من خلال نقطتين: البيئة التعليمية الغنية، والأنشطة التي تشكل نافذة لطاقات الطفل الإبداعية وعلقت أهمية على تنفيذ مشاريع تربوية تهتم بتنمية ذكاء الطفل واكتشاف إبداعه. وأوضحت أن للنشاط المسرحي في الكويت محطة مهمة في كلامها عن أساليب جذب انتباه الطفل للأدب، وعددت الشخصيات التي ساهمت في نشوء مسرح الطفل، الذي انطلق في الكويت مع رائدة مسرح الطفل عواطف البدر، التي كوّنت أول فرقة مسرحية متخصصة تقدم مسرحيات للأطفال في الكويت والمنطقة، وتكلمت عن عمل مسرحي كويتي للأطفال عرض عام 1974، تضمن دمى وعرائس، من تأليف الشاعر الكويتي الراحل فايق عبدالجليل، وهو «أبو زيد بطل الرويد»، أخرجه المخرج المصري أحمد خلوصي. ثم كانت مسرحية «السندباد البحري» عام 1978، التي أشرفت عواطف بدر على إنتاجها، وهي من تأليف الكاتب المصري محفوظ عبدالرحمن، وقد فازت بها عام 1979 بالجائزة الأولى في مهرجان مسرحي دولي أقيم في ليبيا. وذكرت من المهتمين بمسرح الطفل: الفنان عبد الرحمن العقل والفنانة المسرحية بزة الباطني، والفنان المسرحي علاء الجابر، والفنانة هدى حسين. وقالت إن عدد الأعمال المسرحية الطفلية التي أنتجت في الكويت لا يقل عن 200 عمل مسرحي، تناولت مواضيع شتى، لا سيما ما يعبر عن الخصوصية التراثية والهوية الوطنية الكويتية والخليجية والعربية والإسلامية، أو ما يتماشى مع المسرح العالمي الحديث. وعددت الرندي المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة التي تعمل على دعم هذه الأنشطة الثقافية الطفلية ودفعها وتطويرها، مثلما تعمل على تنمية الإبداع واحتضان المبدعين، فتوقفت بالتفصيل عند دور كل من: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يشكل حاضنة ثقافية أساسية للكتّاب، ومن بينهم كتّاب أدب الطفل الذين قدم لهم المزيد من الجوائز الكريمة، ويقوم بأنشطة خاصة بالأطفال، منها: المهرجان العربي لمسرح الطفل، المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة، مهرجان أجيال المستقبل، معرض الكتاب (جناح «ركن ثقافة الطفل») ومهرجان صيفي ثقافي. وذكرت مركز عبدالعزيز حسين الثقافي الذي يتميز بأنه مقر «مراقبة ثقافة الطفل»، وهو المسؤول عن الأنشطة المتعددة للأطفال والناشئة من معارض الفن التشكيلي، إلى المهرجانات الثقافية والعروض المسرحية، والمكتبة الوطنية: أحد منابر نشر الثقافة الكويتية، فهي صرح حضاري ثقافي، تأسست عام 1923 بجهد عدد من أدباء الكويت. التي تحتوي على مكتبة كبيرة للأطفال والناشئة وتقام فيها أنشطة مختلفة للأطفال، ومركز صباح الأحمد للموهبة والابداع الذي يقوم باكتشاف ورعاية المتميزين والموهوبين والمبدعين من أبناء دولة الكويت، ومن بينهم الأطفال ومن يكتبون لهم، ورابطة الأدباء الكويتيين التي تهتم بالطفل من خلال تأسيس «نادي الطفل» الذي يقوم بتعليم الطفل قواعد الكتابة بطريقة سهلة ومبسطة، بما يتوافق وقدراته الذهنية والتخيلية، وكل مبدعي الكتابة للطفل ينتمون إلى هذه الرابطة، وهي تسعى لدعمهم وتسهيل أمورهم ومشاركاتهم في المؤتمرات والندوات العربية والدولية بشتى الطرق الممكنة، ومجموعة تمدين التي أطلقت برنامج قراءة بعنوان «كتابي صديقي» عام 2016. وأولت الرندي أهمية للدور الذي لعبته مجلات الأطفال في الكويت في تشكيل ذوق الطفل الجمالي والأدبي، ومده بالأفكار، ومساهمتها في تكوينِ شخصيته وميوله وهواياته وطموحاته في التخصص. وذكرت أن الكويت كانت منْ أوائلِ الدولِ في الخليجِ في مجال صحافة الطفل، كما صنفت مجلات الأطفال تبعاً للجهة التي أصدرتها، من تلك التي صدرت بتمويل رسمي مباشر، إلى التي صدرت عن مؤسسات إعلامية، وصولاً إلى المجلات التي صدرت بجهود فردية، وقد بلغ عددها عشرين مجلة، لكن ما هو بديهي أن تتوقف صحف وتظهر أخرى، ليستقر الحال على ما لا يزيد على ثماني مجلات للأطفال. ورأت أن هذه الحركة الإعلامية كان لها الأثر الكبير في انخراط عدد من الصحافيين الكويتيين في أدب الطفل، وإن كان الغالب في الصحافة الكويتية مساهمة المصريين بشكل أساسي، ثم اللبنانيين وسواهم من الصحافيين العرب، إلا أن هذا النشاط الإعلامي كان من شأنه أن يهيئ جيلاً من الكتّاب الشباب الذين أبدعوا في مجال أدب الطفل وكرسوا نتاجهم على المستويين المحلي والعربي، وطبعوا ونشروا نصوصهم القصصية في دور النشر الكويتية والعربية، وقد برز من الأسماء، بالإضافة إلى المشاركة في هذا المؤتمر، أمل الرندي، كلٌّ من بزة الباطني، لطيفة البطي، ثريا البقصمي، هدى الشوا، منى الشافعي، هبة المندني، حياة الياقوت، محمد شاكر الجزاع، موزة الشريدة، صلاح آرتي وآخرين. ولم تنسّ الكاتبة أن تذكر كتّاباً وباحثين ساهموا في الكتابة النقدية عن أدب الطفل في الكويت، مشيرة إلى الباحثة الكويتية الدكتورة كافية رمضان التي لها العديد من المؤلفات التي تختص بالطفل، والإعلامية شيخة الزاحم التي ساهمت في تأسيس مجلتين للأطفال: «ماما ياسمين» و«دانة»، والباحث الكويتي علاء الجابر وسواهم. وختمت الرندي بحثها بدعوتها المؤسسات الحكومية والخاصة في الكويت والعالم العربي إلى الاهتمام بتنمية مواهب الأطفال، والارتقاء بثقافة الطفل، والاهتمام بالآداب والفنون، ولم تعفِ الكتّاب أنفسهم من ضرورة تطوير جهودهم الفردية في نشر ثقافة القراءة وحب الأدب وتذوقه، ورأت أن لا بد من تكاتف الجميع للمساهمة في إغناء أدب الطفل ورفع مستواه. فالطفل هو العنوان الأول والأخير للمستقبل، والاهتمام به يجب أن يكون من أولويات الحكومات التي تتطلع إلى بناء دول حضارية وحاضرة في العالم. وأوصت بضرورة تخصيص وزارة للأطفال في كل دولة عربية.

مشاركة :