صدرت مؤخراً نتائج الاختبارات الدولية التي تجري كل 4 أعوام في مادتي الرياضيات والعلوم TIMSS، وتعود هذه النتائج للعام المنصرم 2015م. وكل ما يُقال عن تطوير أو تحسين تعليم الرياضيات والعلوم يصب في نهاية المطاف في نتائج هذه الاختبارات الدولية وأمثالها، فإن كانت خيراً فخيراً، وإن كانت غير ذلك فأعلم أيها السيد المسؤول أن جهودك المعلنة (مش تمام)، وأن بيننا وبين الدول التي حصد طلبتها الرتب العلى سنوات ضوئية للحاق بهم. ولمن لا يعلم، فهذه الاختبارات ليست مسابقات خاصة يمثل كل دولة فيها خيرة أبنائها وبناتها في التخصصين المذكورين، وإنما تتم عبر اختيارات مقننة تسعى لضمان أن العينات المختارة تمثل واقع الطلبة عموماً في التعليم العام. وأما السنوات الدراسية، فتنحصر في الصفين الرابع الابتدائي (أعمارهم بين التاسعة والعاشرة) والثاني المتوسط (أعمارهم بين الثالثة عشر والرابعة عشر) كونها تعطي مؤشرا كافيا لأداء بقية الصفوف. أما نتائج طلبتنا في المملكة، فمؤلمة ومزعجة وتدعو إلى قلق بالغ وتحرك مدروس حتى لو حصدنا ثماره بعد عدد سنين، فعلى مستوى الصف الرابع الابتدائي حصلنا على المركز الرابع من أسفل، إذ لا أسوأ من نتائجنا سوى المغرب، ثم جنوب إفريقيا، ثم الكويت في المركز الأخير. وأما على مستوى الصف الثاني المتوسط، فقد حصدنا المركز الأخير للأسف الشديد. وأما نتائج العلوم فليست أفضل كثيراً، فعلى مستوى الصف الرابع الابتدائي حصلنا على المركز الثالث من أسفل متقدمين على المغرب والكويت، وعلى مستوى الصف الثاني متوسط تقدمنا على المغرب ثم بوتسوانا ثم مصر ثم جنوب إفريقيا في المركز الأخير. ولم تكن كذلك نتائج عامي 2007م، 2011م أحسن حالاً بصورة ملحوظة على حد علمي. ولمن يسأل عن المراكز المتقدمة، فقد حصدها في الرياضيات (الصف الرابع ابتدائي) سنغافورة في المركز الأول، ثم هونج كونج ثم كوريا ثم تايوان ثم اليابان. وأما على مستوى الصف الثاني متوسط، فقد كانت الأولى سنغافورة أيضاً ثم كوريا ثم تايوان ثم اليابان ثم روسيا خامساً. السؤال الطبيعي الذي يتقافز أمام كل مهتم: أين الخلل؟ ولماذا أصلاً كل هذا الخلل؟!. salem_sahab@hotmail.com