تحدثت الحياة (1 ديسمبر) عن قضية خطيرة ربما كانت محدودة الانتشار، لكنها تعطي مؤشرًا مزعجًا جدًا عن مدى استفحال ظاهرة (تضخم) الدرجات والتقديرات في التعليم العام في بلادنا. ملخص الخبر أن أعدادًا متزايدة من الطلبة الخليجيين باتوا يتوافدون على المملكة للدراسة في مدارسها الخاصة طمعًا في التقديرات والدرجات المرتفعة التي تجود بها المدارس الخاصة تحديدًا، بالرغم من أن المدارس الحكومية ليست عنها ببعيد. يقول الطالب الخليجي عبدالعزيز أحمد إنه جاء لدراسة الصفين الثاني والثالث ثانوي في بلادنا بسبب (سهولة المقررات التعليمية في المملكة، إضافة إلى تسهيل المعلمين للطلبة استذكار المواد وتخفيف ثقل المعلومات في الكتب الدراسية عنهم بملخصات صغيرة). أما الهدف الأبعد فهو حصوله على نسبة (عالية جدًا) تؤهله لدخول برنامج الابتعاث في بلده، ودراسة المرحلة الجامعية في الخارج. وقالت طالبة خليجية إنها لم تكن تعتقد أن الدراسة في المملكة أسهل من الدراسة في بلدها إلا بعد أن درست الثاني والثالث ثانوي فيها، وحصلت على معدل عالٍ جدًا لم تكن لتحصل عليه في بلدها. هذه حقائق يجب مواجهتها مباشرة، وهي لازمة من لوازم تحسين مستوى التعليم فضلًا عن تطويره. أما الاستغراق في عقود ضخمة لتدريب المعلمين أو توفير التقنيات الحديثة أو تزويد الفصول الدراسية بتجهيزات حديثة جدًا أو بناء مدارس فاخرة مع ترك الحبل على الغارب لهذا الخلل الممنهج في مستوى التعليم فأمر لا أحسبه من المبشرات بتطوير التعليم تطويرًا نوعيًا وليس شكليًا. ما جدوى بناء مسجد فاخر إذا كان الإمام لا يحسن قراءة الفاتحة؟ وما جدوى شراء طائرة حديثة متطورة إذا لم نوفر من يحسن قيادتها؟ كيف حدث هذا الخلل؟ هو حتمًا ليس وليد اللحظة ولا ابن عشر سنين، وإنما بدأ منذ ساعة المسارعة إلى إعلان أن (التدريس مهنة من لا مهنة له)، فانضم إلى سلك التعليم عشرات الألوف ممن لا تأهيل لهم إلا شهادة البكالوريوس. حدث ذلك قبل 30 سنة أو أكثر! وها هو الحصاد المر الذي نلمسه على مستويات وأصعدة مختلفة حتى علم به الأقربون في الخليج، فتنادوا إلى قصعة الدرجات العالية (جدًا) والوهمية حقًا. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :