لا فيتو ولا فيمتو !! | طلال القشقري

  • 12/9/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد الاستخدام الروسي والصيني لامتياز الفيتو (لا حقّ الفيتو كما يُقال) لنقض مشروع قرار مجلس الأمن حول هدنة إنسانية لحلب، انفضّ المجلس وكأنّه لم يذبح هذه الإنسانية من الوريد للوريد، تماماً كما تذبح داعش الإرهابية ضحاياها، فرجع أعضاؤه ببرود لبيوتهم، يأكلون ويشربون ويهجعون!. وكأنّ السوريين لا يُقتلون بالصواريخ الروسية، وبراميل رئيسهم.. الأسد عليهم والنعامة على غيرهم، ومليشيات إيران!. وكأنّ قتْل الشعوب المُستضعفة هو عمل شرعي طالما كان هناك فيتو محبوس في يد أيّ دولة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن!. تباً لهذا الفيتو الذي هو ملعون في الأرض والسماء، هذا إذا أردنا توصيفه بدقّة وموضوعية!. والأمم المتحدة أقرّت امتياز الفيتو في مجلس الأمن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لتشجيع الدول المنتصرة في الحرب للمشاركة فيها، فتحوّل الامتياز لآليّة فتْك قانونية بالشعوب المُستضعفة!. ولو غزت الكرة الأرضية مخلوقات فضائية، بمركباتها المتطوّرة وأسلحتها المُدمِّرة وأشكالها المُخيفة، واحتلّت كوكبنا بما فيه مبنى الأمم المتحدة، لَسَعَتْ لتعديل نظام الفيتو رغم أحاسيسها الجامدة وغير البشرية!. والأوْلَى من المخلوقات بالسعي لتعديل النظام هو دول العالم الأخرى غير الدول الخمس، وهي قُرابة ٢٢٥ دولة بما في ذلك الدويلات الصغيرة ذات الحكم الذاتي، وفيها دول قوية عسكرياً واقتصادياً، فكيف تعجز ٢٢٥ دولة عن الفكاك من سطوة ٥ دول؟! هذا أمرٌ مُحيِّر!. أنا تخيّلْتُ مقاطعة دول العالم لمجلس الأمن وأعضائه الدائمين، وتأسيسها لمجلسٍ آخر يكترث حقيقياً بأمنها، ويبتكر نظام تصويت عادل لقراراته ليس فيه فيتو ولا فيمتو، فماذا سيحدث؟ حتماً سترحل المخلوقات لكوكبها وتُنهي احتلالها لكوكبنا، وليتها تُسدي إلينا خدمة عظيمة، بأن تصطحب معها بلا أمل للعودة قوى الطغيان والطائفية والإرهاب!. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :