ماتا وحيدين!! | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 12/9/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سألتْ إحدى الصحفيَّات الديكتاتورَ الإيطاليّ «بينيتو موسيليني» ذات يوم، عن سرِّ محبَّة الإيطاليين له؟ قال: «لأنَّهم يعلمُون أنَّني أُحبُّ وطني.. لا يحكمُ المرءُ إلاَّ بالحبِّ»!! كان هذا الزعيم الفاشستي يُعتبر طغيانه، وقسوته على شعبه نوعًا من الحبِّ.. ومن الحبِّ ما قتل؟ ويعترف «موسيليني» في مذكَّراته بعشقه للعنف.. فالشعب، كما كان يرى، لا يمكن أن ينصاع إلاَّ بالقوة.. والعنف.. كان يقول: «إنَّ الشعبَ كالنساءِ، وُجدَ ليُعنَّفَ»! - هو استعمل كلمة قبيحة.. تصرَّفتُ في إيجاد كلمة بديلة.. مقبولة. تمكَّن هذا الحاكم الفاشستي -كما فعل رفيقه النازي «أدولف هتلر»-، من اجتذاب ملايين المؤيِّدين بشعارات افتتن بها كبارُ المثقفين، قبل الجهلة.. واستطاعا، رغم أفكارهما الشاذَّة، أن يكوِّنا جيشًا من المعجبات. تقول الكاتبة «مارغريتا فازيني»: إنَّ «موسيليني» ورث عن «نابليون» قدرته على فتنة الجماهير.. والنساء، اللاتي تجذبهنَّ دومًا القوة. وهي نفس الخصال التي كان يتمتع بها رفيقه «هتلر». وهذا يؤكِّد مقولة «ويليام وودز» مؤلِّف كتاب (تاريخ الشيطان) التي يقول فيها: «الرجل القادر على سفك الدماء بسهولة، كان -في كلِّ مراحل التاريخ- يجتذب النساء عاطفيًّا، أكثر كثيرًا ممَّا يجتذبهم الرجل المسالم». عاش «هتلر»، ورفيقه «موسيليني»، ويتبعهما الملايين.. رغم أفكارهما التي يعتبرها أعداؤهما اليوم أفكارًا تحمل بذور الشر للعالم.. وهو منطق المنتصر، ولو انتصر «هتلر» لكانت أمريكا وحلفاؤها اليوم هم من يوصمون بالعار والشنار. ومات «هتلر، وموسيليني» دون أتباع، ولا مؤيِّدين.. فعندما حلَّت ساعة النهاية، لم يكن مع «هتلر» إلاَّ «أيفا براون»؛ لينتحرا معًا. ولم يكن مع «موسيليني» إلاَّ «كلارا»، حين تمَّت تصفيته وهو يحاول الهرب متنكِّرًا في زيِّ جنديٍّ ألمانيٍّ. دون أن يصحبهما الملايين الذين صدَّقوا أكاذيبهما. #نافذة: البس يحب خنَّاقُه. nafezah@yahoo.com

مشاركة :