فارس لا يموت..!! | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 11/5/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يتساءل الأستاذ الدكتور عبدالوهاب المسيري: «هل تموت الفروسية بموت الفارس؟ هل تموت البطولة باستشهاد البطل؟ وهل يختفي الصمود إن رَحَل بعض الصامدين»؟! *** الإجابة بالطبع هي أن العالم قد يفقد فارسًا هنا، وعالمًا هناك.. لكن تظلّ البشرية مستمرة في إنجاب الفوارس، والأبطال، والعلماء، والنابغين، طالما ظلّت البذور التي زرعها من قبلنا مغروسة في التربة الخصبة. فإذا مات بطل يُولَد من هذه التربة بطل آخر، بل وأبطال يضيفون إلى مَن قبلهم. وإلاّ ما استمرّت البشرية حتى اليوم. *** أحد هؤلاء الفرسان الذين مازالوا خالدين بأعمالهم، هو كاتب المقولة نفسه الدكتور عبدالوهاب المسيري -رحمه الله-. لم يكن الرجل فيلسوفًا حالمًا يسكن برجه العاجيّ، ويُوجِّه الكون ويُحرِّكه دون أن يُغادر مكانه. فقد شارك المسيري -وهو في مرضه- مراحل التمهيد لثورة 25 يناير في مصر، وإنشاء حركة «كفاية»، ونزل إلى الشارع يُشارك الشعب أحلامه في التغيير. لذا أطلق عليه البعض «فارس التغيير»، فقد كان أبرز قادة النضال السلمي في مصر، الذي كانت ثمرته خلع مبارك ونظامه. *** أبرز أعمال المسيري التي أخذت منه سنوات طويلة من عمره قاربت ربع قرن، هي موسوعته الشهيرة «اليهود واليهودية والصهيونية»، وهو عمل يتميّز بالجدة، والعمق، والدقّة المعلوماتية والتحليلية، وهذا العمل في حد ذاته يكفي لإثراء ذكرى عشرات المفكرين، وليس مفكرًا واحدًا. #نافذة: قال جبران: «القلم صولجان، ولكن ما أقل الملوك بين الكُتَّاب». لقد أجهض المسيري الشطر الأخير من مقولة جبران.. فإذا كان هناك بالفعل ملوكٌ بين الكُتَّاب، ولهم صولجان.. فقد كان منهم عبدالوهاب المسيري. د. أحمد مصطفى nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com

مشاركة :