ذكرني موقف بعض الزملاء من الكُتاب نشترك معاً في "قروب" يجمع كُتاباً من مختلف الصحف السعودية تحت اسم "كُتاب المقال KSA" بقصة الفيلم الأمريكي المعروف "صمت الحملان" "silence of the lamb .. الذي أنتج عام 1991، وأخذ عن قصة بنفس الاسم للمؤلف توماس هاريس والتي صدرت بأربعة أجزاء بطل كل منها القاتل المتسلسل "هانيبال ليكتير"، ويُعد من أشهر أفلام الممثل أنثوني هوبكينز. وقد حصل الفيلم عام 1999 على خمسة جوائز أوسكار، على رأسها أوسكار لأفضل ممثل (هوبكينز)، وأفضل ممثلة النجمة الأمريكية (جودي فوستر). فقد واجهت من زملائي الكُتاب صمتاً يُشبه صمت القبور بعد طرح سؤال أو طلب عليهم حتى ظننت أن "النت" عندي لا يعمل. *** فبعد أن كنا في حوار متنوع بين طرفة ومعلومة و"حش" على خفيف لبعض أفراد القروب, وحديث عن صديقنا المفضل بسام فتيني وصلعته التي أخذت - ليس الصلعة ولكن الأحاديث المختلفة - زمناً لا بأس به، تذكرت أنني لم أرسل للصحيفة بمقال الغد (اليوم)، وأنني قد أضعت الوقت في الحديث عن صلعة بسام الذي وضع صورة له وهو في التاسعة من العمر تقريباً بشعر كثيف تظن أن عبدالحليم حافظ قد غنى أغنيته التي قال فيها (والشعر الحرير على الخدود يهفف) يقصد بها بسام ما غيره! لذا فقد طلبت من الزملاء الكرام في القروب المساعدة لاقتراح موضوع أتناوله لزاويتي التي بين أيديكم اليوم. وقد خاطبتهم قائلاً: - يا جماعة أبغي أكتب مقال بكرة ومافي في المخ حاجة .. أحد عنده فكرة موضوع ... ولا الغش في القروب ممنوع؟! لكنني فوجئت بالصمت التام .. الذي اقترب إلى حالة الموت الزُؤام، الذي أوحى إلي بفكرة هذا المقال، فهددتهم بالويل والثبور وعظائم الأمور .. وبما هدد به الرئيس المعزول محمد مرسي الشعب المصري حين قال: " إذا اضطررت سأفعل وها أنا أفعل"!! *** وأعود مرة أخرى إلى الفيلم وقصته، فقد ارتبطت عبارة "صمت الحملان" عند توماس هاريس كاتب الرواية، بالخوف وعدم الرفض والانسياق للمجهول كما يحدث عندما تساق الخراف للذبح، وهو ما شاهدناه على شكل بشري في مذابح للبشر في السابق والآن. ولعل ما يدور في سوريا اليوم، حيث يُقُتل يومياً المئات، وحيث قُتل حتى اليوم ما يتجاوز مائة وخمسين ألف سوري غير مئات آلاف أخرى من الجرحى، وملايين من المُهجرين، مع الصمت الذي اجتاح دول العالم كلها تقريباً، هو مثال لهذا النوع من الصمت المقيت الذي يقود إلى تشجيع القاتل على الاستمرار في جرائمه .. *** وأخيراً ... أرجو أن لا يكون وراء صمت زملائي الكُتاب ما وراءه .. وإن كنت أعتبره صمتاً محموداً يجوز بين أصحاب المهنة الواحدة! • نافذة صغيرة: [[اسم غريب .. لفيلم عجيب .. والأعجب .. والأغرب .. أن يصمت الإنسان وهو يرى أخاه الإنسان يُذبح ويقطع أشلاء .. تلهيه الطائفية .. والقبلية .. وربما المصالح الاقتصادية .. فيصم أذنيه عن أن تسمع ويغمض عينيه عن أن ترى .. لكن الصورة تبقى .. والصوت يستمر .. يؤرق المضجع .. وإن بدا في كابوس مبهم .. وان كانت بطلة الفيلم تخلصت من عقدتها فمن يخلصنا نحن من تلك الوصمة وهذا العار من يبرئ ساحتنا أمام الواحد القهار؟ وسأظل أفكر من سيرفع الغل عن صوتي حتى أصرخ! فما عدت أطيق ذٌلك .. ما عدت أطيق الصمت المطبق!]] منتدى القرية الإليكترونية nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :