ما تشهده الساحة الرياضية المحلية ليس صراع نصوص وقوانين ووجهات نظر، بل هو صراع نفوس واشخاص. هذا ما يتأكد كلما دنت بوادر لانهاء ازمة رياضتنا المسكينة، من الإيقاف الظالم تسبب به الرياضيون انفسهم من حيث لايشعرون او يشعرون، لا فرق في ذلك، لان النيات هي التي ستحدد المتسبب الأبرز والأوفر حظا. نعم الصراع لم يعد رياضيا، بل حوله البعض الى صراع سياسي، صراع شيوخ وتجار، صراع تكتل ومعايير، وصراع هيئات واشخاص، حتى بعض القوانين الرياضية فسرت بأنها شخصية ومفصلة على أشخاص، وكأن مثل هذه القوانين ستعود الى ما كانت علية بزوال وابتعاد «الزبون» الذي فصلت هذه القوانين على مقاسه!. نعم ازمتنا الرياضية ازمة نفوس وليس نصوص، فالخلافات في وجهات النظر تحولت الى خلاف شخصي، وأي قرار لإصلاح وضع رياضي مائل هو قرار انتقامي وأي تشريعات او تعديلات او توجهات وتحركات تواكب النظام الرياضي العالمي، وربما يتوافق مع قوانين الكويت ولا يتجاوز الدستور والمال العام، أصبحت في نظر البعض تجاوزات ومخالفات وتعارض مع القوانين والمواثيق الأولمبية والدولية. أصبحنا نعيش في وضع لم نعد نعرف من هو الذي تهمه مصلحة الكويت، ومن يريد ان يضر بمصلحة وطنه!. تحولت ساحتنا الرياضية والإعلامية بقدرة قادر الى مناوشات، وصراعات، وهجوم شخصي، والطعن في الذمم والنوايا، وإساءات، قد تصل من البعض الى بذاءات وتشكيك في النوايا وتسفيه وجهة النظر المخالفة، قُسّم المجتمع الرياضي الى موالٍ وفاسد ومرتزق فقط، لان الطرف الأول يخالف الطرف الثاني في الرأي والفكر والتوجه. مجتمع رياضي لم يعد يتقبل وجهة النظر الأخرى، تحولت فيه معظم وسائل الاعلام المختلفة الى نشر مساوئ الرياضة الكويتية تشهيرا وطعنا مع«شوية صراخ» واصوات عالية تحت شعار حرية الرأي والرأي الآخر. تصعيد غير مبرر وتجاوزات قد يعاقب عليها القانون، تحول مجتمعنا ومعظم إعلامنا الرياضي الى فواصل من الردح والاثارة و«الأكشن» وتسابق في من هو الذي ينشر غسيلنا اكثر!. وضعنا الرياضي يعيش تحت صفيح ساخن في السنوات العشر السابقة، وزاد اشتعالا مع هيمنة الإعلام الرياضي وتحديداً المرئي منه، فهل رياضتنا تحتاج الى مثل هذا الصراع؟. رياضتنا في غرفة الإنعاش حاليا بسبب الهيمنة، والحقد،ن والحسد، والصراعات، والخلافات الشخصية، وتصفية الحسابات وسوء النوايا. عندما كانت رياضتنا في القمة من حيث المستوى والنتائج لم نعرف الوصولي والموالي، ولم يكن بيننا متجاوز ومستغل ولا طارئ على الرياضة، وقلوب صافية ونظيفة، اما اليوم، فـ «خذ وخل» وهذا سر تخلفنا الإداري والإعلامي!.
مشاركة :