شاعرة سورية تؤكد أن القصيدة موسيقى تهز أوتار القلب

  • 1/1/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

شاعرة سورية من مدينة دمشق، حاصلة على الشهادة الثانوية، شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية وتنشر نتاجها في الصحف والمجلات المحلية والعربية. صدر لها: ترانيم الياسمين 2013، أنثى المطر 2016، ولها قيد النشر: وشاية العطر. قالت عن بداياتها والدافع لنظم الشعر: بداية شغفي بالحرف والكتابة لم تكن محض صدفة، بل كانت منذ الطفولة ربما حيث كانت علاقتي بالقلم والورقة أقوى من علاقتي بالألعاب والأمور التي تستهوي الأطفال عادة، لكن بالتأكيد مزاولة الكتابة كانت في المراحل الأولى للصبا، أي في سن المراهقة، حيث تكون الأحاسيس متوثبة ولديك الرغبة في الكتابة عن أي شيء ولأي سبب كان، أما كنقطة تحول فكانت منذ عدة سنوات، حيث بدأتُ بنشر ما أكتب عبر النت والمجلات الالكترونية وغيرها، ولم تبق كتاباتي ذاك السر الخاص بي وحدي، الكتابة هي فصلنا البديع الذي تتوالى فيه انهمارات الحرف لتشكل غيثاً من فرح يمنح الروح كل الدفء والحياة، باختصار أكتب لأحيا. أما القصيدة فهي موسيقى تهز أوتار القلب وتتسلل بخفة لتتوسد عرش الروح، فإن غاب لحنها فلن تستطيع الوصول لوجدان المتلقي وذاك سبب من أسباب نجاح قصيدة وإخفاق أخرى. وأضافت: غالباً أستمد الموسيقي والصور من روحي التي ترفرف في الخيال، فتمدني بالكثير من الصور التي تعبر في حينها عن حالة وجدانية ما، فالعاطفة والخيال لهما الدور الكبير في إبراز الصورة العالقة بالذهن وتجسيدها على الورق، أما اللغة فهي وليدة مخزون فكري وعلى الاغلب هي حصيلة القراءة التي تغذي الأفكار وتؤدي إلى إثراء مهارات الابداع إن تواجدت الموهبة. وأوضحت أن الانفعال له دور كبير، وقد يكون المحرك للإحساس والمولد لتلك الدفقات الشعورية وربما أشياء أخرى كثيرة قد تدفعك للكتابة في لحظة ما، كموقف ما أو قضية ما أو حالة ما. وعن رأيها في قصيدة النثر قالت هناء داوودي: قصيدة النثر أثبتت حضورها وجماليتها وبقوة، فهي تتميز بقوة العاطفة والبعد في الخيال، كما أنها تعطي للكاتب فضاءً واسعاً حيث تحلق الروح الشعرية دون أي قيد. وعن تجارب الجيل الجديد من الشعراء وهل تحمل الكثير من التفاؤل عبر النماذج المؤداة حتى الآن أجابت: أنا شخصياً أشهد الكثير من التجارب لشعراء جدد ومتفائلة فعلاً، رغم النظرة السوداوية للبعض لكنّ هناك أقلاما واعدة تبشر بالإبداع وقادرة على العطاء واثبات ذاتها وبشكل ملفت، وهنا ليس علينا أن تعمم فدائماً هناك الجيد والسيئ، لكن التفاؤل موجود حتماً. ثم أشارت إلى أن اللغة تأتي في المقام الأول أثناء الكتابة فهي عتبة الدخول لأي كاتب، وإلمامه بها تجعله قادراً على التميز، لذا أرى من الأولويات وجود الموهبة وتلك تكون فطرية، أما القدرة للتعبير عن الذات بجمالية، فالتمكن من اللغة يساعد كثيراً. وعن الوزن والقافية رغم جماليتهما ترى داوودي أنهما لا يعطيان مجالا رحبا للشاعر، فهما يحدان بضوابط معينة، فيأتي التحرر منهما كنوع من الحداثة والتجديد وخلق آفاق جديدة شريطة التكثيف البياني وقوة العاطفة ومتانة اللغة ليكتمل الابداع. وفي إجابتها عن: ماذا يعني لك الشعر، هل هو حالة إبداعية تسيطر عليك أم هو شكل من أشكال التواصل مع المتلقي؟ قالت الشاعرة السورية: شيء من هذا وذاك، فهي بالبداية حالة تتملكني ولحظة انفعالية تشكل البوح بكل تجلياته والقدرة هنا على إبراز المعنى بجمالية هي من تتحكم بالعلاقة مع المتلقي، وخلق تلك الحالة التفاعلية من حيث تقبله وتأويله للنص ومدى اعجابه به أو العكس. لم تفكر الشاعرة هناء داوودي في هجر الشعر والاتجاه نحو الرواية كما يفعل الكثير من الشعراء، ورغم ذلك تعترف أن لها تجارب سابقة متواضعة وبالرغم من تشجيع البعض لها للخوض في هذا الجنس الادبي "لما وجدوه لديّ حسب قولهم من قدرة على السرد وجمالية التعبير والصور، ولكني وبصراحة لم أجد نفسي في الرواية ولم ألق ذاك التناغم الذي يرضي رغبتي ويحقق ما أصبو إليه بينما أجده حتما حين كتابة النثر والخواطر". وتبين الشاعرة أن من يرسم وجهة القلم في البداية هو الاحساس لا غير، بتلقائيته وعفويته، ومن يحدد معالم القصيدة، الذات المتدفقة بالشعور، لكن لاحقاً بالتأكيد يكون للقارئ والناقد حيزاً في ذلك. وهي ترى ان هناك تشابها وتكرارا ملموسان في أغلب قصائد الشعر، لكن هذا لا ينفي ان للبعض بصمتهم الخاصة بهم وذاك دليل تميز. وعن المشهد الثقافي والأدبي في سوريا في المرحلة الراهنة قالت داوودي: الأزمة التي نمر بها والحرب على سوريا شحذت أقلام الكثير من الشعراء وغيرت مسارهم بنوعية الكتابة، فقد أصبح الحرف يحاكي الواقع المعاش غالباً وهو بنفس الوقت أداة للتعبير عن المعاناة والحث على الصمود والمقاومة، ما يسعدني أنه رغم الازمة الحالية فالحراك الثقافي بخير وهناك الكثير الكثير مما يطرح، ومع الزمن لا يبقى إلا الجيد وما يستحق. وأوضحت أن المرأة السورية تحتاج لمساحة من الحرية بالتعبير عن مكنوناتها وتسليط الضوء على تجربتها كنوع من التحفيز. وقالت: أرى أن المرأة التي عايشت كل تلك الظروف امرأة قوية تمتلك الثقة بنفسها وبإرادتها، فإن امتلكت أيضا الموهبة والطموح فهي قادرة حقا على الابداع والتميز. وأضافت: المطلوب أن تعايش المرأة السورية واقعها وتؤمن برسالتها وتكون قادرة على ايصالها سواء كانت تحاكي قضايا إنسانية او عامة أو قضايا تخص الانثى بشكل خاص أو قضية وطن، وتلك في وقتنا الراهن القضية الأسمى. إنني أريد سوريا مهدا للسلام كما هي مهد الحضارات، أريدها معافاة تضم ابناءها من كل الطوائف والأديان بعيدا عن الحروب والأحقاد، لا أريدها مثلما كانت بل أفضل مما كانت فهذه البلاد تستحق أن تعيش في سلام وأمان.

مشاركة :