⁠رثاء الأخ المرحوم هشام سليمان العتيبي

  • 1/5/2017
  • 00:00
  • 89
  • 0
  • 0
news-picture

بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره تلقيت وأنا في خارج الكويت النبأ الحزين والمؤلم خبر وفاة أخ عزيز وغالٍ له في القلب محبة لا حدود لها وأخ لم تلده أمي المرحوم هشام سليمان العتيبي أبو مناف رحمة الله عليه . وكنت في حيرة من أمري لا أعرف كيف أتمالك نفسي من شدة حزني والتفكير في كيفية وصولي إلى الكويت رغم بعد المسافة عن الكويت لأصل في الوقت المناسب لألحق بالمشاركة في حمل جنازته وبالصلاة على روحه الطاهرة وقراءة الفاتحة والدعاء له أمام قبره مثواه الأخير وذر التراب ورش الماء على قبره . وتقديم واجب العزاء في مكان الدفن لأهله وأقاربه وأصدقائه ومحبيه وأنا منهم ولكن شاءت الظروف القاسية أن أكون بعيدا لألحق في اليوم التالي لتقديم واجب العزاء بمشاعري الحزينة محاولا إيقاف دموعي الحزينة وإخفاءها عن أقربائه والجالسين الذين يشاركون في مكان العزاء لتقديم واجب العزاء . إن علاقتي مع أخي الغالي أبو مناف علاقة ود ومحبة وصداقة وصلت إلى حد كلمة الأخوة بالتواصل والسؤال الدائم عن بعضنا البعض حتى وهو في عارضه الصحي وهو في أشد مراحله كان لا يخفي ابتسامته وحديثه الخفيف على القلب حتى لا يشعرك أنك تعاني مما يعانيه لطيبة قلبه وحسن سريرته . إن أبا مناف رحمة الله عليه إنسان قلما يجود الزمان بمثله بعلمه وموهبته وذكائه التي حباها الله له وبوفائه وكرمه لكل من يعرفه وحتى الذين يسمعون عن بو مناف . إن أبا مناف لم تغره المناصب الرفيعة التي تقلدها كوزير في الحكومة وفي مختلف المناصب الرفيعة ولم يسع للبروز والبهرجة الإعلامية وإنما هي التي تسعى إليه . ولم يبتعد عن أصدقائه ومحبيه ولم يتغير في علاقاته وتواصله لذلك كان محبوبا من كل من يعرفه أو الذي سمع عنه وتجده دائما في الأفراح يهنئ وفي الأحزان يقدم واجب العزاء . إن الكويت في فقدان أبي مناف فقدت ابنا من أبنائها البررة ستظل ذكراه باقية وعالقة في ذاكرتي وبذاكرة كل محب له كونه نوع من الرجال الأوفياء المخلصين الذين يظلون في ذاكرة الزمن لا يمكن محوها . إنني أتقدم بواجب العزاء الحار لرفيقة دربه ومسيرة حياته أم مناف التي كنت أشعر عندما أزوره في المستشفى في داخل الكويت وخارجها وأرى العارض الصحي لأبي مناف باديا على محيا أم مناف بدموعها التي تخفيها عن الزائرين للاطمئنان عليه ولا تكاد أن تسمع حديثها معك للسؤال عن تقدم حالته الصحية من شدة حزنها وكانت ملازمة له نهارا وليلا وكنت أقول له رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته وأنا أهمس في أذنه حتى لا تسمع أم مناف أن شفاءك بعد الله سبحانه وتعالى إلى جانب الأدوية المخففة وجود أم مناف بجانبك فهي جزء كبير من العلاج ويبتسم ويقول لأم مناف سمعتي الذي يقوله بو عبد الله عنك . والله يصبرك يا أم مناف ويصبر العائلة الكريمة ويصبرنا نحن محبيه وأصدقائه على فراقك الأبدي بقضاء الله وقدره . فالرحمة الواسعة والمغفرة لفقيدنا الغالي هشام سليمان العتيبي وأسكنه الله فسيح جناته وتعازينا الحارة لعائلة العتيبي الكرام ومحبيه وأنا منهم وأصدقائه . وإنا لله وإنا إليه راجعون بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com

مشاركة :