هام وسام عن منتجات الاستيطان! | شريف قنديل

  • 1/10/2017
  • 00:00
  • 35
  • 0
  • 0
news-picture

الحق أنني لم أبتهج بدهس المستوطنين في القدس المحتلة بقدر ما ابتهجت لفضيحة الاستيطان التي سمعت واسمعت في بريطانيا إلى حد استقالة مساعدة وزير الخارجية البريطاني "حفيدة بلفور." والحق كذلك أنني لم أفرح لفضيحة الاستيطان الإسرائيلي في بريطانيا بقدر ما فرحت بملصقات التحذير أو التنبيه التي وضعتها السلطات الفرنسية على المنتجات الواردة من المستوطنات الإسرائيلية باعتبار أن الاستيطان بافرازاته ومنتجاته يعطل حل القضية. أعرف أن القضية ماعت أو ضاعت في بعض العواصم العربية التي تفتح أبوابها للمنتجات الإسرائيلية لكني موقن تمامًا أن أحدًا مخلصًا من العرب لو أدرك أنه يأكل أو يلبس منها لاصيب بالحساسية الجلدية والصدرية أيضًا. يدرك العربي الحر فضلا عن كل ذي ضمير سليم حول العالم أن لأرض فلسطين حين يزرعها الفلسطيني رائحة الجنان، وحين يلوثها المستوطن الصهيوني تفوح برائحة الخراب والدخان. يدرك كل أحرار العالم أن المستوطنين في كل صباح يحاصرون الينابيع ويغتصبون الأقاح. يدرك هؤلاء كذلك أن المستوطنين كالأفاعي يزحفون نحو الكروم.. ويطلقون الغربان والرياح السموم. أنهم يحيلون أو يسكبون الدم الفلسطيني أنهارًا في كل البساتين.. دققوا في الرائحة وفي الهرمون وفي اللون.. فالوردة عندهم استثناء والدم قانون. انها منتجات المستوطنين الآتين من خلف الحدود.. لا تزرع أياديهم وردًا ولا تصافح وجهًا مبتلا بالماء العربي ورائحة التين. الأنقياء الأسوياء يدركون أن أصحاب الأرض عندما يزرعون يكون صباحهم ورد ويومهم حديقة؛ فيما يزرع أو يشعل المستوطنون في كل شبر حريقة. فرق كبير بين مزارع يصحو فيتنفس عطر الصبح وبين آخر يستيقظ ليحدد حجم ولون وعمق الجرح. ويا أيها المستهلكون.. شهادة المنشأ الحقيقية رائحة فلسطين.. وكل أشجار الزيتون والتين وبيادر القمح.. شهادة المنشأ هناك تعلن عن نفسها فوق كل سفح.. بالمناسبة وكما سمعتها من عم صالح العربي.. القمح لا يمنح سنابله الأصيلة والغزيرة.. وأرضه منهكة أسيرة. ويا كل حر.. هذا الثمر شارب من دم الأطفال في فلسطين.. إنها الحقيقة لا المجاز ولا الخيال.. هذا سؤالي: هل تستسيغ ثمر نقرته غربان مصابة بالحمى ولوثته السعالي؟ إن كنت تتوق لفاكهة وورود فلسطين.. كل فلسطين.. فأنتظر حتى تسطع الشمس ويطلع النهار.. وحين تختفي الخفافيش يقينا.. ستتحول مزارع فلسطين الى جيش من الأزهار. sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :