العلاقات الزوجية تمر بمنعطفات قوية وأوقات حرجة لا تخفى على أحد، لأن الحب بين الزوجين يزيد وينقص تبعاً لأمور الحياة التي لا تبقى على حال ولا تستقر على وضع واحد، ولذلك كان من ذكاء الأنثى أنها تتماسك جيداً في هذه المنعطفات، وان تبادر بذكائها إلى سد تلك الثغرات، وردم كل تلك الفجوات التي تنفتح عليها وأن تشعل نفسها حباً وحناناً وعاطفة حتى لا يظلم البيت أبداً، والأهم من هذا ما يهمني في هذه المقالة حول تصرف الأنثى الذكي في الاتفاق المسبق مع زوجها أيام الرخاء والتفاهم، حول التصرفات والتطبيقات المناسبة للاثنين عندما تقع مشكلة ما لا قدر الله.. وقد مرت بي شخصياً حالات لسيدات ذكيات أخبرنني عن بعض تلك التكتياكات اللاتي كن يعملنها ساعة وقوع الخلاف، خصوصاً من النساء اللاتي لم يفسد ذوقهن الانفتاح الإعلامي الكاذب بثقافاته التي لا تتناسب مع مجتمعنا وطبيعتنا البسيطة.. أنا أدعو القراء الكرام إلى سؤال أصحاب العلاقات الزوجية الناجحة عن سر هذا النجاح المستمر رغم مايمر بالبيت من ضوائق مالية ومكدرات اجتماعية ورغم مايمر بالبيوت من انخفاض وهج جذوة الحب وجفاف العاطفة، إلا أن الأذكياء استطاعوا تجاوزها بحيطتهم وتفكيرهم الاستباقي.. ومن الجيد هنا أن أمثل بمثال قد يكون غريباً لكنه يشرح لنا كيف ان بعض الاتفاقات المسبقة قد تنجح رغم غرابتها، فقد أخبرتني إحداهن أنها كانت تشتكي من عصبية زوجها وانفلات زمام غضبه بسرعة، وقد حاولت مرات ومرات أن تعدل من سلوكه بالترغيب والترهيب، والهجر والتدليل، وتقول: وفي الأخير قررت أن أصارحه ويصارحني بالحلول الممكنة، فأخبرها زوجها بالحرف الواحد أنه غير راضٍ عن هذه الانفلاتات العصبية، ولكنه ضعيف أمام هذا الخلق الذي ورثه كابراً عن كابر، والعرب تقول حدر جبل ولا تغير طبع، ولذلك تحمليني قليلاً، وأنا أحاول أن أكظم غيظي قليلاً، وسوف أعوض كل غضبة أغضبها عليك بهدية تناسب صبرك، عقوبة مني عليّ ومكافأة لك مني، حتى تمضي السفينة دون عوائق، تقول صاحبتنا: وقد تم الاتفاق على ذلك، وما رأيت بعدها إلا توفيق رب العالمين، حيث تعلمت التصبر، وتعلم زوجي تقليل مايصيبه من غضبات، واستفدت مكافآت على صبري ماكنت لأحصل عليها، ثم تضحك صاحبتنا وتعلق بعد ذلك بقولها: من الذكاء ألا تكلف الأشياء فوق طباعها، وأن تستفيد من الرياح لصالحك فتدير لك طاحونتك أو تدفع لك شراع سفينتك، وإن أبيت إلا المواجهة فإن الرياح سوف تقتلعك دون أن يأسف عليك أحد، وعلى دروب الخير نلتقي..
مشاركة :