أنا إن كنت أجد العذر لبعض الآباء في غضبهم على أطفالهم بسبب مايعانيه أطفال هذا الجيل من فرط النشاط الحركي وتشتت الانتباه، بسبب مايتناولونه من كميات مهولة من السكريات والمواد الاصطناعية الملونة، إضافة إلى تعاملهم مع الألعاب الإلكترونية المحفزة للسرعة في الانتباه، وغير ذلك من أمور تصعب التعامل مع الطفل، أقول ربما أجد العذر أيضاً للآباء بسبب الضغط المعيشي والمالي والذي يضطر معه الأب إلى مجاراة الجيران والأقارب والزملاء في المدرسة حتى لا يحس الأبناء بأي نوع من النقص أو الحرمان، ولكن هذا ياسادة لا يبرر استخدام اليد، فاليد لا تؤلم الموضع الذي تمسه وحسب، بل يتعدى الأمر إلى مرارة في الكبد، وحزن في القلب، وجرح في النفس وانكسار واهتزاز الثقة بالنفس، والتربويون يؤكدون أن التهديد بالتأديب بالضرب أكثر فائدة من الضرب نفسه وفي نفس الوقت لا يؤدي إلى تلك النتائج الكارثية على النفس والفكر، هذا بالطبع عند انغلاق الأبواب وبلوغ مرحلة العناد عند الأطفال... رفقا بالأطفال!! فلا يلزم من نفع العصا مع بعضنا في الصغر، أن يذيق أبناءه بعض ما ذاقه في طفولته، فأنت بطريقة نفسية مخادعة تتخلص من ألم الماضي وتنفس عن عقدة قديمة دون أن تعلم، ولذلك تلبس هذا الضرب ثوب التربية والتهذيب، وعلى دروب الخير نلتقي...