العديد من الأطراف الأميركية والأجنبية أعربت عن استنكارها لفوز دونالد ترامب وعدم التسليم بمسألة توليه للرئاسة التي وصفتها بلحظة فزع وقلق ونذير شؤم. العربشيماء رحومة [نُشرفي2017/01/24، العدد: 10522، ص(12)] تشكيك في جدارة الرئيس الجديد على الرغم من أن الغالب على مشهد تنصيب الرئيس الأميركي الحالي هو الاحتجاج والرفض، إلا أن الإقرار بمسألة تسلم دونالد ترامب لمقاليد الحكم بشكل رسمي الجمعة الماضي، صار أمرا مفروضا. وكانت شعبية الرئيس الأميركي الحالي ترامب قد عرفت منذ انطلاق التحضير للانتخابات الرئاسية تدنيا كبيرا غلب على المشهد العام ليتواصل حتى بعد انتخابه رئيسا. وأعربت العديد من الأطراف من مجتمع مدني ونجوم ووسائل إعلام محلية وأجنبية عن استنكارها لفوز ترامب وعدم التسليم بمسألة توليه للرئاسة. وإن كان الاعتراض والاحتجاج على تولي رئيس للحكم من المشاهد الديمقراطية العادية، إلا أن ما يطبع المشهد مع ترامب هو اتفاق أغلبية الأصوات على فشله، وعلى أن السلطة بالنسبة إليه مجرد رفاه يضاف إلى بذخه. هذا الرفض طبع الكثير من الصحف الأوروبية، إذ ركزت جل مقالاتها مؤخرا على خطابه أثناء مراسم التنصيب، حيث جاءت المقالات مليئة بمختلفة القراءات التي ترى أنه خطاب مليء بالعداء والكراهية. وصعدت وسائل الإعلام من أساليبها في التعبير عن هذا الرفض، إذ كتبت صحيفة “الأوبزرفر” “نحن محقون في الخوف من تسلم ترامب الرئاسة”، معتبرة أن “لحظة الاحتفال بتنصيب الرئيس في الولايات المتحدة تمثل في العادة لحظة أمل عظيمة واحتفالا بالديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة وتأكيدا للمثل والقوانين التي وضعت في الدستور الأميركي عام 1789، إلا أن الاحتفال بتنصيب ترامب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، الجمعة ليست لحظة طبيعية، واصفة إياها بأنها لحظة فزع وقلق ونذير شؤم”. على الرغم من أن الغالب على مشهد تنصيب الرئيس الأميركي الحالي هو الاحتجاج والرفض، إلا أن الإقرار بمسألة تسلم دونالد ترامب لمقاليد الحكم بشكل رسمي الجمعة الماضي، صار أمرا مفروضا وتشدد الصحيفة على أن خطاب ترامب لم يتغير منذ فوزه بالرئاسة في نوفمبر الماضي. وتضيف أن المؤتمر الصحافي للرئيس المنتخب، الأسبوع الماضي، فشل في إعطاء أمل بأن ممارسته لمهام الرئاسة ستعدل من “سلوكه المتهور” بحسب تعبير الصحيفة. وتقول الافتتاحية إن ترامب وفي ظرف دقائق فقط طعن في الوكالات الاستخبارية الأميركية، وهدد المكسيك، وأكد تعهده ببناء جدار على الحدود معها، وهدد الشركات الأميركية التي تستثمر في الخارج، وضرب بمعول هدم نظام الرعاية الصحية الذي تبناه سلفه الرئيس السابق باراك أوباما، وسخر من المؤسسات الإعلامية، وتفاخر بصفقة تجارية غامضة بقيمة ملياري دولار. وكتب المحرر تيم ستانلي من صحيفة “ديلي تلغراف” يقول إن استطلاعات الرأي تشير إلى أن ترامب هو الرئيس الجديد الأدنى شعبية في ما لا يقل عن أربعة عقود. فيما وصفت صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقرير لها تداعيات انتخاب دونالد ترامب لرئاسة أميركا على العالم، بأنها ستكون بمثابة زلزال. وسلطت الصحيفة الضوء في تقريرها على عدد من الأسباب التي تجعل قيادته لأميركا كارثة عالمية من عدة نواح تتمثل في علاقته بروسيا ونظرته للاتحاد الأوروبي وطبيعة السياسة الخارجية التي سينتهجها تجاه العالم بأسره، وهو الأمر الذي ستكشفه الأيام القادمة. ودون الصحافي البريطاني جوناثان فريدلاند “لا تعاملوا دونالد ترامب كما لو كان رئيسا طبيعيا”. وفي المقابل، تعهد البيت الأبيض، الذي يرى أن الإعلام يحاول نزع الشرعية عن ترامب، بمحاربة وسائل الإعلام “بكل ما يملك من قوة”. وبعد يوم من أول زيارة يقوم بها ترامب لمقر المخابرات الأميركية واتهامه لوسائل الإعلام بالتقليل من حجم الحشود التي حضرت حفل تنصيبه، ندد كبير موظفي البيت راينس بريبوس بهذه التقارير ووصفها بأنها هجمات. واتهم بريبوس الإعلام بالتلاعب بالصور حتى جعلت الحشود التي حضرت تنصيب ترامب تبدو أقل من الحشود التي حضرت حفل تنصيب باراك أوباما. ومن المفارقات التي اتصلت بفعالية تنصيب ترامب أن تتجاوز الأعداد الضخمة التي شاركت في مسيرة نسائية بواشنطن نسبة من شاركوا في حفل التنصيب، حيث بدأ ترامب ولايته على وقع تظاهرات معارضة ضخمة وأثار جدلا جديدا مع وسائل الإعلام بعد أن اتهمها بالتقليل من أهمية الدعم الشعبي الذي يحظى به. :: اقرأ أيضاً أزمة تشكيل الحكومة المغربية تكشف عجز حزب العدالة والتنمية السياسي إيمانويل ماكرون.. الحصان الأسود في السباق الرئاسي الفرنسي حالة الاحتقان بالجنوب الليبي تهدد بحكومة رابعة ترامب.. أكثر من مرشح وأقل من رئيس
مشاركة :