صباح الحرف (السعودية: هل ينجح أحد؟)

  • 2/6/2017
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

< أصبح برنامج «حساب المواطن» قريباً من التنفيذ، وبدأت الحكومة تلقي طلبات التسجيل، وسجل نحو مليوني سعودي وسعودية، لا أعرف إن كانوا يتضمنون مستحقي الضمان الاجتماعي، الذين تم تسجيلهم من الحكومة مباشرة، أم لا. حساب المواطن هو البرنامج الذي ستقدم الحكومة من خلاله الدعم المادي المباشر لمواطنيها من ذوي الدخل المتوسط والمحدود لمجابهة الارتفاعات المقررة لأسعار الطاقة والوقود والمياه، التي تنوي الحكومة رفع يدها عن دعمها لتوفير مئات مليارات الريالات، ولجعل الحياة في السعودية أكثر واقعية واقتراباً من الأسعار العالمية لهذه الأشياء. الحكومة ستنجح نسبياً في كبح جماح الاستهلاك لدى الفرد السعودي، وأقول «نسبياً» لأن فكرة الدعم النقدي لا تؤدي غرضها مع الجميع، فبعضهم لا يجيد توزيع دخله الشهري على نفقاته، وكثير من السعوديين ينتهي راتبه قبل نهاية الشهر بكثير، ولكن ربما يكون هذا البرنامج توطئة لتغيير الآلية لتكون عبر البطاقات مستقبلاً، لأنها أكثر عملية وأكثر حفظاً لحقوق العائلة كاملة في الدعم، إذا كان رب العائلة لا يحسن التصرف. الحكومة ستنجح، ويبقى على المواطنين أن ينجحوا مع أنفسهم ومع أفراد عائلاتهم، وهنا أعتقد أنهم في حاجة إلى دعم إعلامي وإعلاني كبير بصورة غير نمطية، يقدم لهم أغاني أو مشاهد جاذبة تساعدهم في إقناع ذويهم، طالما أنهم في مرحلة التفاوض والتوجيه، وإلا فسيجد كثيرون أنفسهم مضطرين إلى العقاب، وخير عقاب في هذا الزمن هو فصل الـ«واي فاي» مدة ساعة عن كل مرة ينسى أحدهم إطفاء الأنوار في الأماكن غير المستخدمة، أو يترك صنبور المياه مفتوحاً وهو يفعل أي شيء آخر سوى الاغتسال. في تجربة تقدم الدعم للباحثين عن عمل أو برنامج «حافز» كذب كثيرون للحصول على المبلغ الشهري، وخصوصاً بين النساء اللاتي لم يكن مستعدات للعمل في الوظائف المعروضة، وغضت الحكومة الطرف نسبياً لأن المال كان متوافراً، واليوم هناك شفافية أكثر نسبياً، واستخدام للتقنية لمحاولة رصد المستحقين الحقيقيين للدعم، لكن سيظل هناك بعض الكذب «الأبيض»، لأن بعض الظروف لدى بعض العائلات والأشخاص لا يمكن وضعها في خانة رقمية تستفتي أو تريد إجابات محددة. الحكومة سائرة في اتجاه التوفير، وهي تنجح لأنها المنفقة، والناس يسيرون في الاتجاه نفسه، لكنهم لا يملكون الخبرة الحياتية الكافية، وسيكون الإعلام الحديث وسيلة مهمة لمساعدتهم في العبور إلى الضفة الأخرى، ضفة الترشيد.   mohamdalyami@

مشاركة :