عندما يجامل المسؤول! | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 4/20/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لو قالها شخص آخر غير الذي أحسبه من نخبة الخبراء في اقتصاديات الدواء لهضمتها ربما بررت له جهله أو تجاهله للحقائق الدامغة عن ارتفاع فاتورة الدواء في بلادنا عمومًا عن البلدان المجاورة الغني منها والفقير. وطبقًا للمدينة (11 أبريل) فقد صرح الدكتور/ خالد الردادي (رئيس المؤتمر العالمي السعودي الثالث لاقتصاديات الدواء، ومدير الإمداد بمدينة الملك سعود الطبية) بأن تسعيرة الدواء في المملكة تُعد الأفضل على دول العالم. لا أعلم ما المعني بكلمة (الأفضل)! ولكني سأفترض أن المقصود هنا السعر أو التكلفة، بمعنى أن الدواء لدينا في بلادنا هو الأرخص على مستوى العالم! ولو كان فهمي صحيحًا، فإني بدوري أقول للدكتور/ خالد: (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!) وبرهاني، بل براهيني حاضرة، وكلها تؤكد أن تسعيرة الدواء لدينا أغلى منها في معظم دول العالم، أي أن هذه التسعيرة هي (الأسوأ) أو (الأردأ) ولا صفة غير ذلك تنطبق عليها. فضلًا يا دكتور خالد هناك مليون طريقة لإثبات زعمك أو رفضه! طرق إحصائية بسيطة ومقارنات سعرية أبسط فيها، خذ مثلًا أدوية الأمراض الشائعة لدى نسبة كبيرة من الناس في المملكة مثل السكري والضغط والقلب والكلى وغيرها، ثم قارن بين سعر كل منها هنا وفي دول مجاورة يُباع فيها الدواء نفسه بنسخته الأصلية، وهي غالبًا أوروبية أو أمريكية. وحتى أكون أكثر حيادية ومنطقية أقول استثن مصرًا وما شابهها من الدول الفقيرة، وخذ مثلًا تركيا باقتصادها المتنامي الكبير، وبمستوى معيشتها المتزايدة عامًا بعد عام. لن أطيل النقاش، ففي ذلك كفاية، لكني أناشد مرة أخرى وزارة الصحة ووزارة الصناعة والتجارة التدخل لضبط أسعار الدواء في المملكة، فهي مرتفعة كثيرًا، ولذلك يصعب على كثيرين شراؤها، فيلجأون إلى بدائل أخرى بنفس التركيب والفاعلية إن توفر، أو التوجه نحو طب شعبي قد يضر أكثر مما ينفع. إنها أمانة في عنق المسؤول، إذ يبدو أن الحبل مفلوت لوكلاء الأدوية وربما موزعيها أيضًا. لقد حان وقت ضبط هؤلاء أو فتح الباب على مصراعيه لمن أراد استيراد الدواء حتى تشتد المنافسة وتستقر الأسعار. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :