عندما يرحل العمالقة | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 2/28/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرت شركة تويوتا عملاق صناعة السيارات اليابانية أنها ستوقف جميع خطوط إنتاجها في أستراليا خلال 3 سنوات على الأكثر. القرار الصدمة بالنسبة للأستراليين يعني اختفاء ألوف الوظائف المباشرة وغير المباشرة كما اختفت ألوف قبلها إثر انسحاب الصانعان العملاقان الأمريكيان جنرال موتورز وفورد من السوق الأسترالي. ومن المعلوم أن توطين صناعة السيارات يعني نشوء صناعات أخرى تعتمد عليها مثل الصيانة وقطع الغيار والإطارات ومصابيح الإضاءة والمقاعد وغيرها، فضلاً عن صناعة الخدمات الأخرى من عقار ومطاعم وغيرها. ذكرني هذا الخبر بذلك الذي عانت منه صناعة السيارات في بريطانيا العظمى، إذ يُقال إن عدد مصانع السيارات فيها قارب 400 مصنع في منتصف القرن الماضي، ثم اختفت تدريحيًا حتى لم يتبق إلا مصانع قليلة مملوكة لشركات أجنبية أوروبية وهندية وصينية، وبعد تقليص ملحوظ في خطوط الإنتاج وعدد المركبات المنتجة. أعود إلى أستراليا حيث يرى زعيم المعارضة السياسية هناك بيل شورتن أن هذا الإعلان يعني ببساطة (موت صناعة السيارات في أستراليا). وأما أحد أهم أسباب هذا الرحيل المؤلم، فهو ارتفاع قيمة الدولار الأسترالي خلال السنوات الماضية بالنسبة للعملات العالمية خاصة الدولار الأمريكي، مما يفقد أي منتج ميزته التنافسية على المستوى الدولي. نعم قوة العملة تنطوي على خطر كبير للدول التي تعتمد على التصدير بصورة أساسية لدعم اقتصادها. باختصار ذلك يعني رحيل شركات تجارية وصناعية أخرى تباعًا للأسباب نفسها. ولذلك تمانع الصين دومًا في رفع سعر عملتها (اليوان) رغم كل الضغوط التي يمارسها الغرب ضدها، لأنها تعلم يقينًا أن حجم صادراتها سيتأثر حتمًا بأي ارتفاع في قيمة عملتها. وارتفاع قيمة العملة يعني كذلك ارتفاع تكلفة السياحة الأجنبية على أرضها، مما يعني عامل طرد للسياح إلى مناطق أقل تكلفة أو مكوث السائح فترات زمنية أقصر. هكذا هي دورة الحياة.. دول تنمو ثم تتراجع، وأخرى قوية ثم تضعف. ودول تطفح من شدة الغنى ثم يصيبها الفقر والهوان. هكذا هي الأيام يداولها الله عز وجل بين الناس، فلا يبقى حال ولا يدوم مآل. دوام الحال من المحال. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :