نحو ألق ثقافي / مع رواية «النجدي» - ثقافة

  • 3/7/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

متخذة من الساعات الأخيرة لحياة النوخذة الكويتي علي ناصر النجدي متناً سردياً لها. واستناداً لما رصده الكاتب والمغامر والمصور والقبطان الاسترالي (Alan Villiers 1903- 1982) في كتابه أبناء السندباد «Sons of Sindbad» وإحياءً للبحث عن الحقيقة، صدر عن «ذات السلاسل» رواية للأديب طالب الرفاعي، بعنوان «النجدي».تقدم الرواية نفسها بوصفها سيرة ذاتية للنوخذة علي ناصر النجدي (1909-1979)، دامجة ما بين تاريخه الشخصي وبين تاريخ المجتمع الكويتي على امتداد سبعين عاماً هي عمر النوخذة. وصولاً لحادثة العاصفة البحرية التي تعرض النجدي واثنان من أصدقائه لها بتاريخ 19 فبراير عام 1979 لتكون خاتمة مفجعة ودالة لحياة النوخذة المغامرعلي النجدي.تمزج الرواية ما بين التخييل الذي يسد بياضات الحياة ما بين العشرينات والأربعينات، ومغامرات النجدي، الذي اعتاد ركوب البحر وما يطرحه ذلك عادة من مخاطر وأهوال، تعطي القارئ إحساسا بالإثارة.ويمكن تصنيف الرواية - في ضوء سلسلة الأحداث التي يمر بها بطل الرواية علي النجدي - كرواية مغامرة Adventure fiction، حيث تتسم «النجدي» - غالبا - بوتيرتها العالية، في سرعة حبك الأحداث...فضلا عن تطلبها - في كثير من الأحيان - للكثير من العمل البدني، لمواجهة البطل للأهوال، ومرافقة المخاطر، في إطار يخرج عن إطارالحياة العادية.وحينما نصنف النجدي كرواية مغامرات، فإن ذلك لا يعني أن الكاتب يركز فقط على عنصر الخطر فيها، وإنما يتخذ من المغامرة قنطرة للمضي قدما في سرده الرئيسي، الذي هو مختلف حقا عن المغامرة، بتداخله مع فلسفة البحر وتكوين الإنسان الكويتي، وقواعد المجتمع، في سرد مرتبط، ارتباطا حرا فضفاضا في التنقل ما بين الماضي والحاضر.يجلو بقراءة الرواية التي يمكن إنهاؤها في ليلة أو ليلتين، ابتعاد الرفاعي عن منهجه التقني الأثير، ألا وهو «التخييل الذاتي» المابعد حداثي، أو لنقل الرواية السيرذاتية، معيدا إلى الأذهان لعبة السرد، التي تنظر إلى الرواية كـ «سلسلة من المغامرات».كما أن ما يعزز من قولنا هذا، هي تلك الترشيحات المتعددة عبر السوشيل ميديا، لتقديم «النجدي» كفيلم روائي من أبطال أفلام هوليوود.وإذا كان «لم الشمل» قاسما مشتركا، بين كلاسيكيات «رواية المغامرة»، فإن بطل الرفاعي، يلقى حتفه في نهاية تراجيدية مغايرة، يخونه البحر فيها في المشهد الأخير، وذلك استجابة لنبوءة الطفولة، التي كان يصيخ لها سمعه مع أمواج البحر التي تصيح به بكلمة «تعال».رواية «النجدي» رواية بحر بامتياز، بدءا بعشق بطلها للبحر وانتهاء بعوالمها. وهي بذلك تحاكي جانباً مهماً من تاريخ الكويت الأجمل، وتقدمه بصورة روائية عصرية لم يسبق لرواية كويتية أن قدمته به، ما يجعلها جديرة بامتياز للوصول إلى الأجيال الكويتية الشابة.* أستاذ النقد والأدب

مشاركة :