كانت المملكة من أكثر دول العالم إهمالا للنقل العام والاعتماد على النقل الخاص لدرجة أن خط البلدة الذي كان يسير من البطحاء إلى منفوحة قبل أربعة عقود أفضل حالا من الباصات «كوستر» التي تجوب بعض شوارع الرياض حاليا. في أي بلد في العالم بإمكانك أن تسير من المطار الدولي إلى مركز المدينة عن طريق المترو وإذا لم يتوفر فعلى الأقل تجد باصا محترما يسير كل نصف ساعة على الأكثر. لم تكن المشكلة في عدم توفر خدمات وسائل النقل العام فقط وإلا لهان الأمر، ولكن في الثقافة المجتمعية التي جعلت مدينة كالرياض ينطلق منها 7.4 مليون رحلة خاصة في اليوم الواحد. كل بلدان العالم الفقيرة والغنية متساوية في الاهتمام بوسائل النقل العام التي تشكل العمود الفقري للنقل ودرجة الاعتمادية عليه إلا في المملكة، لكن الرياض قطعت أمس خطوة واحدة تعادل خطوات نصف قرن دفعة واحدة. لم يبدأ المشروع العملاق على مراحل وإنما بدأ دفعة واحدة مع ثلاثة ائتلافات عالمية محترمة لكي ينتهي في فترة قياسية ربما هي الأسرع على مستوى العالم. المشروع ليس مجرد ناقلات عامة لتخفيف الضغط على الشوارع وتخفيف الازدحام لكنه رأسمال وطني تزداد قيمته مع الزمن وسوف يدر دخلا لصالح مدينة الرياض ويخفف من تكاليف الفاتورة الوطنية للرحلات الخاصة. صحيح أن تأخير المشروع أدى إلى ارتفاع التكاليف لكنه أيضا كان سببا في حداثة الدراسات وجودة التصاميم وإنجازه دفعة واحدة. تشكر هيئة تطوير الرياض.. وتعظيم سلام للملك الباني.
مشاركة :