وصل الخلاف بين القيادي السابق بجبهة النصرة إياد الطوباسي الملقب بـ”أبي جليبيب الأردني”، وزعيم جبهة النصرة السابق أبو محمد الجولاني، إلى طريق مسدود ونفق مظلم، دعا الأول إلى الاختفاء عن الأنظار خشية أن يتم قتله من قبل هيئة تحرير الشام، التي يتولى الجولاني قيادتها العسكرية. لم يكن أحد أن يتصور أن الخلاف بين قيادي جبهة النصرة السابقين أبو محمد الجولاني، وأبو جليبيب الأردني إلى هذا الحد، الذي يتوقع فيه الأخير أن يتم قتله وتصفيته من قبل صديقه وعناصر تنظيمه. بعد الصراع داخل جبهة النصرة مع إعلان الأخيرة فك الارتباط بتنظيم القاعدة وزعيمها الدكتور أيمن الظواهري، وتشكيل جبهة جديدة أطلق عليها جبهة فتح الشام ثم تحولت بعد ذلك إلى هيئة تحرير الشام تضم معظم الفصائل المقاتلة في سوريا باستثناء تنظيم داعش، الأمر الذي وجد اعتراض من قبل التيار السلفي التقليدي الذي يرفض الانفتاح والتعاون مع التيارات المقاتله في سوريا وذات خلفية علمانية. أبو ماريا القحطاني، أحد قيادات “هيئة تحرير الشام”، قام بالعديد من المساعي لعزل من اعتبرهم التيار المتشدد داخل التنظيم، الذي يرفض الانفتاح والتنسيق مع الفصائل العلمانية التي تؤمن بأولوية قتال داعش والدخول في مفاوضات مع الحكومة السورية. مساعي القحطاني نجحت إلى حد كبير في خلق تيار داخل الهيئة بتبني وجهة نظره، ورفض المنهج الفكري القاعدي الذي كانت تسير عليه جبهة النصرة، وكان للقحطاني الدور الأكبر في فك ارتباط جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة وإعلان تشكيل جبهة فتح الشام. في تلك الأثناء حاول قيادي جبهة النصرة أبو جليبيب الأردني ومعه شخص آخر يدعى سامي العريدي، إعادة جبهة النصرة مرة أخري لتنظيم القاعدة، والإعلان عن فرع جديد للتنظيم بسوريا، ومع فشل تلك المساعي، حدثت انشقاقات في الجبهة، لكونهم رأوا أن هناك مخالفات عقائدية تتبناها الهيئة مخالفة لما كانوا عليه في جبهة النصرة، وأنه لم يعد هناك فرق كبير بينها وبين الجيش السوري الحر. وربما الرسائل المبطنة من قبل أمريكا على لسان المبعوث الأمريكي بسوريا مايكل راتني، بتلويحه استخدام القوة ضد جبهة فتح الشام، الأمر الذي دعا الجولاني للقبول بإصدار بيانات عن الهيئة أكثر اعتدالا وباللغات التركية والإنجليزية لمخاطبة الرأي العام الغربي بخطاب أقل حدة وأكثر اعتدالاً بعيدا عن الخطاب السابق المتشدد. وفي رسالة أخيرة بعث بها أبو جليبيب المختفي حاليا عن الأنظار لكونه مطلوبا للهيئة، للجولاني والذي يشغل حاليا منصب القائد العسكري لهيئة تحرير الشام، مستنكرا ما حدث لزوجته من قبل عناصر الهيئة، حيث قام عناصر من هيئة تحرير الشام بالإساءة لزوجة الأردني والتي هي في ذات الوقت ابنة شقيق مؤسس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، “أبو مصعب الزرقاوي” ، وذلك لخلافة معهم. وذكر أبو جليبيب تفاصيل الواقعة التي حدثت الأسبوع الماضي، عندما تم إيقاف زوجته وأولاده من قبل أحد الحواجز الأمنية التي تقيمها الهيئة، وقاموا بتفتيش الهاتف الخاص بالمرافق لعائلة الأردني بحثاً عن خيط يوصلهم لمكان أبو جليبيب. وذكر الأردني أن أحد جنود الهيئة قال لابنه “يا إبن الخائن “فردت عليه زوجة الأردني بقولها”ألسنا إخوانكم؟ ألسنا أعراضكم؟ ألسنا إخوة في المنهج؟”، فقال لها عضو الهيئة “لا لسنا إخوة في المنهج”، ثم قام عناصر الهيئة -بحسب ما يرويه أبو جليبيب في رسالته- بإخلاء سبيل عائلته والمرافق لهم بعد نقلهم إلى منطقة نائية، ومحاولة تفتيش حقيبة زوجته. وذكر الأردني الجولاني بخدمة قدمها له في وقت سابق عندما قام بتأمين خروج شقيق الجولاني من مناطق سيطرة نظام الأسد في ريف درعا الغربي، وكان ذلك أمر بالغ الخطورة وقتها، كما أنه قام بعمل معركة ضد عناصر داعش في درعا، بسبب اعتقالهم زوجة أحد العناصر التابعين للجولاني حينها، مضيفا: “أقسمت أن لا أنام حتى تفك أسر تلك الأخت”، ملقياً مسؤولية ما حدث لزوجته على الجولاني.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :