العربية خارطة كنز ضائع بين الدول بقلم: شيماء رحومة

  • 4/30/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

اللغة العربية باتت لا تواجه فقط طمسا معنويا عربيا بل تحدّ لإثبات نسب ضاع بين ثنايا طرقات كانت شاهدا على اختلاط الأعراق.العرب شيماء رحومة [نُشر في 2017/04/30، العدد: 10618، ص(24)] الكثير من الشباب العربي يحمل حقائب سفر على ظهره بانتظار ريح قوية تعصف به إلى أرض أجنبية، غالبا ما يجهل تركيب أبسط مفرداتها حلما بحياة عربية أفضل. تبا! كم هو عظيم الشاب العربي خمّن بالفطرة أنه يهرب إلى مناخ عربي أنسب ولكن خاضعا لإدارة العرق الغربي بهويّة عربية. وللتوضيح حتى لا يختلط الأمر على البعض فإن كتاب “الفردوس معجم إنكليزي-عربي للكلمات الإنكليزية ذات الأصول العربية”، لأستاذ طب وجراحة عراقي بجامعات لندن يُدعى مهند الفلوجي، أظهر أن نحو 25 ألف كلمة من الإنكليزية جذورها عربية. مع العلم أن عددا من الكتب والمعاجم أثبت أن العديد من الكلمات الفرنسية جذورها عربية أيضا. هذه الجذور الضاربة في عمق تربة صالحة لاستقبال لغات أهل العجم تؤكد أن اللغة العربية أم اللغات والأصل الثابت الذي يؤتي أكله في كل حين، وتضع حدا للنقاش الأزلي أيهما جاء قبل الآخر اللغة العربية جاءت قبلا أم العرب أنفسهم؟ بل وتضيف لغزا جديدا هل للغرب أصول عربية أم أن تلاقح الحضارات ملأ الوعاء اللغوي للشعوب التي احتلته لسنين من ينبوع مفرداته العربية؟ للأمانة صرت كتونسية أمام معضلة، هل نحن عرب بلهجة غربية أم غرب في تربة عربية؟ إذ عادة ما نرجع بعض الكلمات التي ينطق بها أهالينا الساكنون ببعض الأرياف إلى دلالات غربية من قبيل “كات” (قط) وهي ذاتها المفردة الإنكليزية cat. والحال أنه طالعنا بداية العام الحالي تقرير صادم يكشف حجم ومدى التداخل في الأصول والأعراق البشرية، وأن أغلب سكان أكبر الدول العربية ليسوا عربا. كما أثبتت الخارطة البشرية والتحليلات العلمية أن العرب في تونس بالذات لا يشكلون سوى 4 بالمئة فقط من السكان. لكن المدهش حقا أن لغة الضاد كما تشتهر في أقطار العالم بأنها تسمية أطلقها العرب على لغتهم، لأن الضاد حرف يختص به العرب دون سواهم، تبين أنها ليست ميزة عربية صرفة لأن حرف الضاد نُقل من مناخه الأصلي المتصل بالمتنبي وابن منظور صاحب لسان العرب وغيرهما، وصار حرفا ممزوجا بإيقاعات صوتية دخيلة ضمّته إلى مخارج لغات كثيرة. يبدو أن اللغة العربية باتت لا تواجه فقط طمسا معنويا عربيا بل تحدّ لإثبات نسب ضاع بين ثنايا طرقات كانت شاهدا على اختلاط الأعراق. شيماء رحومة

مشاركة :