كلام الملوك | د. مازن عبد الرزاق بليلة

  • 5/27/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حتى يفهم عليك السامع تحتاج إعادة كلامك أكثر من مرة، لكن أحياناً الكلام لا يتكرر، ولا يُعاد، على قول المثل الشعبي، كلام الملوك لايُعاد، يعني يجب أن تفهمه من أول مرة، وتقوم وسائل الإعلام بتكراره نيابة عنهم، واستغل بوتين هذا المثل، بطريقة ذكية، ورد الصاع بمكيالين على الهجوم البريطاني، في ضربة إعلامية موفقة. رد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على ما نسب إلى ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، من تشبيهه له بالزعيم النازي أدولف هتلر، فقال (لا يمكن أن يكون هذا من كلام الملوك)، وقال في رد على سؤال خلال لقاء مع الإعلاميين تناول تشبيه تشارلز له بهتلر: أنا لم أسمع بهذا التعبير، ولكن إذا كان الأمر كذلك فهذا بالطبع أمر غير مقبول، وأعتقد أن الأمير تشارلز يدرك ذلك لأنه رجل مهذب، أنا على معرفة به ومع أعضاء العائلة المالكة، وهذا ليس سلوكاً ملكياً. الرد الروسي، يندرج ضمن حملة إعلامية منظمة، لتحسين وجه روسيا في العالم، آتت ثمارها، حيث انبرى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، مدافعاً عن بوتين، بقوله: إن على الغرب ألا ينظر إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أنه هتلر جديد بل كزعيم محلي يحاول مد نفوذ بلاده، حيث قال في مقابلة السي إن إن: لقد أنفق بوتين 60 مليار دولار على الألعاب الأولمبية، لإظهار روسيا على أنها بلد متطور، فكيف يقوم هو نفسه بعد ثلاثة أيام بشن هجوم على أوكرانيا. بعد هجوم أوكرانيا، وضم القرم، ذهل الغرب لمقدار التنظيم في الدعاية الروسية، وحجمها الكبير، وتطورها، ودخولها لكثير من أوجه الحياة، بينما فكك الغرب جزءًا كبيراً من قدراتهم الدعائية بعد الحرب الباردة لاعتقادهم بأنها انتهت بفوزهم، وما نراه حالياً عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي هو حصيلة مجهودهم لبناء البروباغندا طوال عقد من الزمن، جعلت منهم أبطالاً أكثر من الغرب، وأعطت لبوتين وزناً سياسياً أكبر من الرئيس الأمريكي، خصوصاً في الأزمات العالمية. #للحوار_بقية يُقال إن الدعاية الحديثة، البربوغندا، لم تعد لنقل الرأي العام أو تحويله، بل أصبحت تركز على إنشاء اعتقاد جازم بقوة ومكانة وأهلية الخصم. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :