أرقام مرعبة!! | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 5/30/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

منذ بداية العام الميلادي الحالي، وحتى تاريخ 27 مارس الماضي (أي في أقل من 3 أشهر) أقدم 1892 جنديًّا أمريكيًّا على الانتحار (بمعدل 22 جنديًّا يوميًّا)، ومعظم هؤلاء كانوا يومًا ما في العراق أو أفغانستان. ويزعم القادة العسكريون الأمريكيون أن الأسباب خلف هذا الارتفاع المتزايد في حالات الانتحار حتى بين الجنود النظاميين مجهولة، لكنهم يؤكدون أن واحدًا من خمسة (أي 20%) مصاب بأمراض القلق والاكتئاب المرافقة لما بعد الحروب، وأنها السبب الأول وراء حالات التنويم الطبي في المستشفيات العسكرية، وأن هؤلاء المنومين ترتفع لديهم مخاطر الإقدام على الانتحار بشكل كبير. وحتى أولئك الذين يُصنفون بأنهم ممتازون وقياديون معرضون لخطر الإقدام على الانتحار، ومنهم براين كولينز الذي يصفه زميله في السكن بأنه شخصية قيادية وفوق عادية، وأنه يتمتع بقدرة هائلة على رفع معنويات زملائه عندما يصيبهم اليأس. وكان الخامس في الترتيب عند تخرجه من إحدى الكليات العسكرية، ثم انضم إلى كلية ويست بوينت الشهيرة ليتخرج برتبة قيادية متقدمة، وقد خدم برايان في ثلاث حملات: اثنتين في العراق وواحدة في أفغانستان، ثم عاد إلى بلاده ليتزوج ويتمتع بحياة سعيدة ظاهرًا، لكنه لم يلبث طويلاً قبل أن ينتحر. هل هذا ضنك قديم، أم داء جديد! لماذا يشعر هؤلاء بتفاهة الحياة، بل برخصها لدرجة استسهال التخلص منها جملة وتفصيلاً؟! ما الذي يجري في عقلهم الباطن؟ ما هي التناقضات التي تعصف بهم لدرجة التخبط الذهني والعقلي المفضي إلى الانتحار؟ ما هي المبادئ التي تربوا عليها طيلة شبابهم، ثم هم يهدمونها بأيديهم؟ هل تشبع هؤلاء بفكرة أن للإنسان كرامة لا بد من احترامها وحقوق لا بد من مراعاتها، ثم هم يدوسون على تلك الكرامة، ويسحقون كل تلك الحقوق بلا تمييز ولا عدالة ولا إنسانية! كم من هؤلاء لا يهدأ لهم حال كلما تذكروا الأشلاء الممزقة، والأجساد المحروقة، والبيوت المدمرة بغير حق سوى أن بعض المنتسبين إلى هؤلاء الأبرياء يتهمون بعدائهم للحكومة الأمريكية ولسياساتها ولتاريخها ولممارساتها ولبطشها ولدعمها قوى البغي في كل مكان. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :