11 سبتمبر: الذكرى 13 (الرقم المشؤوم) | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 9/12/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يوم أمس حلّت الذكرى الثالثة عشرة لحادثة الحادي عشر من سبتمبر 2001م. ولأن الرقم 13 بالنسبة للأمريكيين مشؤوم بطبيعته، فإن آلام الذكرى ستكون مضاعفة حتمًا. طبعًا تعاطف العالم كله مع الدولة الأقوى؛ كونها لبوة جريحة، باستثناء -ربما- إيران، وفنزويلا، وكوريا الشمالية. وأمّا نتائج التحقيق فما زالت حتى اليوم مبهمة، تثير من التساؤلات العريضة أكثر ممّا تعطي من الأجوبة المبهمة. ولذا شاعت مقولات تؤكد أن نظرية المؤامرة هي السائدة، وأن قوى خفية أمريكية هي التي خططت، ودبرت، وفجّرت. وأيًّا كانت النظريات، وأيًّا كانت الحقائق، فإن الشيء الثابت هو أن دوام الحال من المحال. وحال الولايات المتحدة قبل ذلك التاريخ كان في صعود مستمر، وفي هيمنة كاسحة، وفي غطرسة بالغة، تظهر في لحن القول، وفي شديد الدعم للعدو الصهيوني وبلا حدود، وفي سرور لا يخفى بسقوط الكتلة السوفيتية المضادة. لقد هزّت أحداث 11 سبتمبر صورة الولايات المتحدة، وأجبرتها على تصرفات عبثية، وكأنها أسد هائج مختل، لا يزن ما يفعله بأي من موازين التعقّل والحكمة والرشد. ومضت سنوات عجاف اهتزّت فيها مكانة الولايات المتحدة بصفتها القوة العظمى المتفردة بالشأن العالمي، واهتزّت معها قدراتها المالية، إذ اضطرتها الحرب إلى الاستدانة بجنون، وإلى الإنفاق على مغامراتها العسكرية بسخاء على حساب البرامج الداخلية، وعلى حساب الأولويات الأكثر إلحاحًا وأهمية. بالنسبة لبوش الابن لم يكن ثمة صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد ما أسماه بالإرهاب. وبالطبع لم يسلم من هذه التهمة من المسلمين إلاّ قليل. وعودًا إلى تشاؤمية العدد 13 في عرف «الأنكل سام» التي يبدو أنها تتحقق فعلاً على أرض الواقع، إذ تواجه الولايات المتحدة، وحلفاؤها في الغرب والشرق تعاظم خطر (داعش)، وما يعني التصدّي لها من مخاطر العودة إلى الوحل الشرق أوسطي، والذي وعد أوباما بعدم التفكير فيه مطلقًا، فضلاً عن المسارعة إليه. اليوم تقترب الآلة العسكرية الأمريكية من دائرة الولوغ في الحرب من جديد بصورة أو أخرى، بعد أن سكتت واشنطن طويلاً على كل أنواع القتل، والاغتصاب، والتدمير التي مارسها نظام بشار الأسد في حق سوريا وشعبها. مرة أخرى دوام الحال من المحال!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :