جميع الذين ينتقدون وزير العمل في كل مكان وكل مناسبة وكل لا مكان ولا مناسبة يخشون ان يكونوا مثل أمهاتهم، يخشون من المرأة وليس عليها. ليس قضيتهم عمل المرأة واختلاطها أو سفورها، قضيتهم ألا تكون لهم ام أو اخت أو ابنة توصف بأنها نصف الحياة، ثقافة الاحتقار للأنثى أخذت منهم كل جهد وفكر ومسعى، فكل معنى يثبت حضور المرأة في الحياة ينقضون عليه بعقلية وأد البنات. مؤخرا ظهرت علينا اناشيد وخطب وفيديوهات تهاجم عمل المرأة وتلحن رفضها وتغنيه بأصوات تسمع وتشاهد منها العبث بالأخلاق وضياع المصير، احدهم يقول بأن المرأة تجلس في محل بيع مستحضرات التجميل وتشم رائحة العطور، وهذا امر وراءه ما وراءه، وأي رائحة يريدها ان تشم في مثل هذه المحلات؟ اسلوب إثارة يرخص الناصح ويستهزئ بالمنصوح. المرأة كائن انساني مثل الرجل، يصيبها الضعف والانحلال، تسرق وتخون، تعرف الشرف مثلما يعرفه الرجل بل أكثر، ومن شك في ذلك يسأل امه أو اخته عن معنى الشرف وسوف يتأكد من هذا الاستنتاج، الشيء المؤلم في صرخات هؤلاء المرجفين، هو صفات الاحتقار التي جعلوها تلاحق جميع العاملات بدون أن يصابوا بادنى شعور بالذنب أو الظلم، بحق من أرادت أن تجتهد وتقاوم الصعب في الحياة لتأمين حفنة من الريالات حلالا تستر بها نفسها عن وحش يريد العوز ان يرميها في سبيله ليرفع الستر ويهدم الحلال. لم تحترم المرأة في هذه البيئة الا عندما يعتز الرجل بأنه يشبه امه بالعطاء والرحمة والاصرار، وينظر للمرأة في الحياة بعين تحترم وأخرى تحرس، والا تسبب له رؤية المرأة العمى الذي يصيب الذمم والضمائر ويخرج بعد عماه على الكون في عيب اخلاقي يريده ان يكون مرشدا له للخطيئة والاخطاء. ألا تريد ألا تكون مثل أمك فهذا شأنك، وان ترى لا حياة للمرأة الا بين الدار والقبر فهذا طبعك تتحمل انت وحدك وزره، ولكن ان تصف كل من يخالف نظرتك لامك او اختك، بأنه انسان ناقص رجولة وشرفا فهذا تجاوز مرفوض على قناعة الآخرين التي لم تتجاوز لا شرع ولا دين. فالاعتراض على قرار او قانون لا يناسب قيمك الشخصية لا يسمح لك بالتشهير بأعراض عباد الله العاملين من اجل عباد الله الغافلين، ان كان عرضك مصونا وغاليا فعرض الآخرين ليس أرخص أو أنزل من عرضك، فلا تبع وتشتر باعراض الناس بدعوى انك تحرص عليها اكثر منهم، فهم ليسوا مثلك لا يخجلون ان يتشبهوا بأمهاتهم.
مشاركة :