خالد الفيصل: التعليم مختطف - د.مطلق سعود المطيري

  • 6/4/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اعتراف الرجل الذي يخطط لدفع مجتمعه لمصاف الدول الرائدة في العالم بأن أساس حلمه مختطف، ليس تراجعاً عن وعد بل بداية صحيحة باتجاه تحقيق حلم التفوق، وبهذا يكون خالد الفيصل أمسك باسباب التراجع ونكون نحن بانتظار النتيجة. الاختطاف كلمة مرعبة توحي بان هناك ضحايا لعملية غادرة يبحثون عن منقذ، وتكون ايضا شديدة الرعب عندما يكون المختطف مستقبل جيل ووطن.. الاعتراف جرأة ومسؤولية، اعتاد العرب على سماعها من المسؤولين الذين غادروا كراسي المسؤولية، لتكون صك براءة لهم من عملية فشل سابقة، أما أن يأتي الاعتراف من مسؤول مازال قراره حياً يتنفس الحياة فذلك أمر جديد ومبشر بأن المسؤولية في ايد امينة تعترف بالاخطاء لتخلص تاريخها من الاخطاء. البعض أزعجتهم كلمة الاختطاف ورأوا أن في الأمر شيئا من المبالغة والتجاوز، قد تصدق المبالغة مع كل أحد مع كل شيء، الا مع خالد الفيصل، الذي كد عمره في الجري وراء الفرص الناجحة والعنيدة، اسس للشباب في هذا الوطن وعيا وميدانا سواء أكان في الرياضة في بداية السبعينيات، أم عندما حاورهم في منطقة مكة المكرمة ليخرج منهم ومعهم بمنهج يصنع التوجهات ويشعل في نفوسهم جذوة التنافس والتحدي، آمن بإبداع الإنسان فاحترمه الإنسان، فالمبالغة عند الفيصل ليست تعبير عجز باللغة، ولكنها تحد بالفعل والانجاز.. من ملامح اختطاف التعليم رأيناها في التعبيرات التي ظهرت في حسابات بعض المراهقين في تويتر عندما رفعوا علامات رابعة في حساباتهم تعبيرا عن تأييدهم لمجموعة عرفت باستخدامها براءة الاطفال حطبا يشتعل خطايا تحت طموحهم الخاسر، وكل هذا حدث من هؤلاء الصبية ببراءة لا تعرف الخصومات السياسية، ولكن اراد من اراد ان يكثف بهم أعداد المؤيدين لدعواه، وشاهدنا الاختطاف ايضا بصور توديع المراهق زملاءه في مقاعد الدراسة والتوجه للالتحاق بصفوف النصرة لمحاربة زملاء دراسته ايضا في عصابة داعش، هؤلاء مختطفون من أهلهم ومجتمعهم وأوطانهم. بهذا الجهل وخطف البراءة كان هؤلاء يعلمون، ورأينا كيف كان الموت سهلا عندهم ؟ ولولا نصر الله ثم توجيهات الداخلية التي صدرت مؤخرا التي جرمت الخاطف وخلصت المخطوف لهلك الكثير من الأطفال. من اعترض على كلمة الاختطاف نتمنى ان لا يكون البديل عنها دعوة للالتحاق في صفوف داعش والقاعدة وباقي الجماعات الهالكة.. فالاعتراض على اسباب الموت موت، فالفيصل اعترض على اسباب الموت المجاني للطموح والاحلام والبراءة، ليصنع من هذا الاعتراض إعجازا ينصف الحياة والموت، واعتراض أصحاب دعوات الموت على اختطاف التعليم هو اعتراض على الانتماء والنجاح واعتراضاً ايضا حتى على قدر الموت.

مشاركة :