أُجريت لقريب لي مقابلة شخصية في شركة مرموقة وأُبلغ أنه سيتلقى الرد خلال أيام، انتظر أسابيع ولم يتصل به أحد، حاول الاتصال بالشركة ولكن بلا جواب. حالة قريبي تتكرر باستمرار وهي مشكلة يعاني منها الكثير من المتقدمين للعمل. من الصعب على طالب وظيفة وبعد مقابلة تبدو إيجابية أن يبقى معلقا ومحبطا لا يعرف ما هو مصيره، ويحس أن عليه أن يتابع حتى يحصل على النتيجة، ويخشى في الوقت نفسه أن استمراره في المتابعة قد يضجر الإدارة وتضيع فرصته في الحصول على الوظيفة. لماذا يترك المتقدم في هذه الحيرة بينما يمكن إراحته بمكالمة سريعة أو رد مهذب عن طريق بريده الإلكتروني؟ ولماذا يضيع وقته بينما يمكنه السعي للبحث عن عمل في مكان آخر؟ ليس من المهنية أن تجري إجراءات التعيين ببطء شديد، كما أن ترك المرشح دون إعلامه بالنتيجة لأسابيع إهانة له، وافتراض أنه سيفهم من عدم الرد عليه أن النتيجة سلبية ولا داعي لإبلاغه يعتبر أسلوبا غير مهذب في التعامل، فالرد على الطلب في أسرع وقت ممكن يريح المتقدم حتى لو كان الرد سلبيا لأن في ذلك على الأقل إشعارا له بالأهمية. في بعض الحالات تعطي شركات ومؤسسات فرصة للتقدم للوظائف عبر البريد الإلكتروني، ولكن الجهة المسؤولة عن التوظيف لا تقوم بواجبها، ولاترد على الطلبات غير مبالية بالمتقدمين، وهو موقف غير مهني له انعكاساته أيضا على الشركة، وقد تبرر إدارة الموارد البشرية تأخرها أو عدم ردها بكثرة الطلبات ولكنه تبرير غير مقبول، والواجب أن يتصرف المسؤولون بإنسانية وكياسة واحترام، ويتذكروا أن هناك عائلات والتزامات ومسؤوليات متوقفة على ردودهم، وكل واحد منهم عليه أن يضع نفسه موضع طالب الوظيفة. حتى المقابلات التي تجريها بعض المؤسسات لا تتوفر فيها القواعد والأسس المهنية، سواء من حيث نوع الأسئلة التي لا تكشف عن القدرات والمهارات التي تتطلبها الوظيفة ولاعن أهداف المتقدم، أو من حيث الطريقة الاستفزازية التي تتبع أحيانا لسبر شخصيته، فليس من الضروري توجيه مثل هذه الأسئلة للتعرف على المرشح وقياس قدرته على التحمل لأنها تعيق انفتاحه ولا تمكن الشخص الذي يقابله من التعرف عليه أكثر، ولا يعني ذلك ألا تكون هناك أسئلة تقيس القدرة على مواجهة الضغوط بالنسبة للوظائف التي تتطلب مواجهات ومواقف صعبة. مقابلات التوظيف التي لا تساعد على جمع المعلومات المهمة تؤدي إلى استبعاد الشخص المناسب وتعيين غير المناسب، وبمناسبة الحديث عن عدم التقيد بالمهنية أثناء المقابلة أذكر أن شابا سئل في مقابلة عن مذهبه فقط بسبب اسمه، وهو سؤال قد يجعل ساءله في بلدان متقدمة عرضة لدعوى قضائية!
مشاركة :