في نهاية شهر مايو الماضي قدم الوزير إريك شينسكي للرئيس أوباما استقالته من وزارة شؤون قدامى المحاربين (الذين خدموا في السلك العسكري). أما السبب فهو سوء الرعاية الصحية المقدمة لرعايا الوزارة الذين يتجاوز عددهم 6 ملايين شخص. ولهذه الوزارة أكثر من 1700 مرفق صحي يتراوح بين مراكز رعاية طبية ومستشفيات ضخمة متكاملة. وإضافة إلى الرعاية الصحية، فهي مسؤولة عن مستحقات ومزايا العسكريين القدامى وإجراءات دفنهم وتكريمهم. ومن واقع الإحصائيات، فإن أكثر من 57 ألف مستفيد قد أجبروا على الانتظار فترة تزيد عن 90 يوماً قبل أن يتمكنوا من زيارة عيادة طبيب عام، ولا زال معظمهم ينتظر. وتبين كذلك أنه خلال السنوات العشر الماضية لم يتمكن 64 ألف مستفيد من رؤية طبيب على الإطلاق بالرغم من انتظارهم الطويل، وقد يرتفع العدد إلى 100 ألف إذا استمر الحال على هذا المنوال. ويُعرف عن الوزير المستقيل كفاءته الإدارية وخبراته التنظيمية، وهو ما غرق فيه الوزير فانشغل عن رعاياه المحتاجين للخدمة، وأي خدمة أهم من الصحة ياترى!! الشاهد أن كل المهارات و القدرات لا تنفع من هو على رأس الهرم، ما لم تكن له عين (مفتّحة) على المنتج النهائي وعلى (المستفيد) الذي نادراً ما تراه عين المسؤول الكبير. ما جدوى التخطيط والتنظيم إن كان لا يُترجم إلى واقع يستفيد منه (العميل)؟ وكذلك للأسف يفعل كثير من المسؤولين حين يوجهون كلتا العينين إلى عدة شاشات ليس منها شاشة تنقل ذلك الذي يجري في نهاية الأنبوب الذي يصب من الرأس إلى القاع. كثير من أولئك يهمهم كثيراً سمعة المؤسسة التي يمسكون زمامها، لكن من الزاوية الخاطئة. ومنهم من يغرق في الشكليات، بل قد يرتكب كثيراً من التجاوزات بهدف (التلميع) لإقناع الآخرين أن الأمور في نصابها. أما المنتج النهائي فلا يلقي له بالاً ولا يحسب له حساباً. الفارق بين العالمين الأول والثالث أن على المقصر في الأول مواجهة حساب صارم ينتهي به غالباً إلى التخلي عن الكرسي، في حين نادراً ما يحدث شيء ذو بال في العالم الثالث، وكأن شيئاً لم يحدث أو لن يحدث. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :