أتابع في هذه الأيام مباريات كأس العالم، وفي كلّ مرة أسمع فيها النشيد الوطني لبلد من البلدان، أشعر بالأسى والأسف لغيابنا عن هذا المحفل العظيم، وعندما أشاهد فرحة الجماهير عقب فوز فريقها، أشعر أيضا بالأسف وحتى الحزن لغياب مثل هذا الفرح في حياتنا، ومما يضاعف حزني أنه لا توجد أيّ دولة من الجزيرة العربية في هذه المسابقة، ودول آسيا الموجودة فيه لا تنتمي إلينا بسبب وكنا نهزمها كروياً في الماضي ولكنهم تقدموا وتخلفنا، ولا أعرف الأسباب التي أدّت إلى تخلفنا، فلست خبيرا في هذا الشأن، ولكني أرجم غيبا بأنّ أحد الأسباب هو قلة الملاعب والمدن الرياضية، ولاعبو الماضي كانوا يتخرجون من الشوارع كماجد عبدالله الذي تخرج من شارع الدركتر بالرياض، ولكنّ الشوارع غصت الآن بالسيارات ولم تعد مراحا للاعبين، على أنّ هناك بشائر خير فالرياضة البدنية أصبحت مادة أساسية في مناهج تعليمنا، ولا بدّ أن يسفر ذلك عن إنشاء ملعب ملحق بكلّ مدرسة، وأخيرا وهذا هو الهدف من هذا النثار صدر الأمر السامي بإنشاء إحدى عشرة مدينة رياضية بنفس مواصفات مدينة جدة الرياضية التي أنشئت حديثا، وهذه خطوة حضارية حقا وإيذان بقرب دخولنا في المضمار العالمي، وتجديد الانتصارات التي حدثت في كأس العالم في الولايات المتحدة في عام حين انتصرنا على بلجيكا والمغرب وتأهلنا للدور الثاني.
مشاركة :