عبدالله الهدية الشحي بين مبدأ ما يجب أن يكون المتخذ من الأخلاق والفطرة الإنسانية النقية ركيزته الرئيسية من جهة، وما يمكن أن يحصل عليه ويُستفاد منه بكل الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة تحت نظرية الفن الممكن من جهة أخرى، تتباين الآراء وتختلف المعتقدات والسياسات والأهداف والحال ذاته ينطبق على الاختلاف الواضح بين قاعدة الخبرة التراكمية المبنية على التواصل الإنساني المؤطر بالقيم وبين فرضية العَمَه «دعهم في غيهم يعمَهون»، أو ما يسمى الفوضى الخلاقة؛ حيث يتضح الاختلاف وتتجلى صوره فيما يقدم عبر الخطاب الإعلامي، سواء هذا الذي يحمل في جعبته المادة الموجهة عبر منهجه المعلن والخفي فيتخذ من المصداقية منهجاً يسعى من خلاله إلى احترام إنسانية الإنسان وحرية المعتقد وعدم ازدراء الآخر، ويثبت محتوى رسالته وخبره ومادته بالوقائع الفعلية الصادقة والوثائق الحقيقية الصحيحة، أو ذاك الذي يبث سموم خبثه فيمتهن قولبة الأحداث وقلب الحقائق وتزوير المحتوى بكل الطرق المنافية للمبادئ والأخلاق وبشتى الوسائل الخارجة عن الأعراف.للسياسة الإعلامية مدارس مختلفة فهناك المدرسة الفلسفية المبنية على الحكمة التي تضم قوة التفكير وحسن التدبير وجزالة التعبير، وتهتم بتراكم الخبرات وتؤمن بضرورة التسامح وانتشار السلام الكوني وعلى مشروعية المنافع المتبادلة بين الدول، وهناك المدرسة التي تستقي مادتها من الجذور التي تؤمن بأهمية خصوصيتها والمحافظة عليها فتعطي مكوناتها خاصة لغتها ومنجزها الحضاري عبر السنين جلّ الاهتمام والعناية القصوى لتتخذ من هذه الثوابت حائط صد منيع ضد المؤثرات القادمة من الخارج وهي في الوقت ذاته، تؤكد على ضرورة وحتمية العيش وفق ما تمليه الحداثة ومتطلبات العصر وتحسن مع هذا التسويق لبعدها الحضاري عبر خط الزمن. وتوجد مدرسة الإبهار والعروض الجاذبة والتشويق والإثارة التي لا جذور لها لذلك تعمل على دغدغة المشاعر ومخاطبة حاجات النفس الباحثة عن الرفاهية، وهي بهذا تسعى إلى فرض ثقافة القطب الواحد وتروج لفكر المتحكم في كل مفاصل السلام الأممي والنزاع الدولي، وهي المختصة بنشر نظرية الفوضى الخلاقة تحت ذريعة أن كل شيء في الكون يعيد ترتيب نفسه مع وجود هذه الفوضى متخذة من نظرية الانبثاق الضوئي ومن الموت والحياة ذريعة لتمرير فكرها وصحة رسالتها شرط أن يؤمن الكل بأن الضوء الذي يرتب الحياة الكونية دائماً لا يمكن أن ينبثق إلاّ من مرابع إقليمها الجغرافي. وهناك أيضاً المدرسة التي تعتمد على سياسة فرق تسد وهي التي تغذي الخلافات وتقتات من نشر الفرقة بين الدول والشعوب حتى تبقى لها السيادة وتكون المرجع لحل أي خلاف.نحن على دراية تامة بأهداف كل المدارس الإعلامية، ونحن الانتماء الراسخ لدولتنا والولاء التام لقيادتنا الرشيدة، ونحن نملك الثوابت الخالدة واليقين الذي لا يزعزع إيماننا بديننا الحنيف ورسالته الوسطية وبعروبتنا الخالدة وقوميتنا العربية، ونحن نعلم بأن الخطاب الإعلامي على مستوى العالم يسعى عن طريق الحوار والتفاوض غير المباشر والاستقطاب والتعصب على تغيير القناعات لدى النُّخَب والعامة إما لاختراقهم فكراً وضمهم إلى قطيع العقل الجمعي المسيَّر أو لتحييدهم وذلك أضعف الإيمان، ونحن نعلم بأن قناة الجزيرة منذ نشأتها وليدة وربيبة إعلام سياسة فرق تسد وقد انكشف أمرها جلياً وبأن مخططها وأن مهنيتها قد أصبحت فاشلة كل الفشل من حيث المحتوى المزور وأحاديث الإفك والظواهر الصوتية للخنفشاريين الذين تستضيفهم من أجل القضاء على العالم العربي وتسليمه ممزقاً للفرق الضالة فقد بان المخطط وانكشف المستور وكفى. aaa_alhadiya@hotmail.com
مشاركة :