انتقل إلى رحمة الله تعالى الداعية الإسلامي الكويتي الدكتور عبدالرحمن السميط اثر معاناة طويلة مع المرض، بعد أن عاش الشهور الأخيرة ببالغ الصعوبة بعد أن ساءت حالته الصحية وخضوعه لفترة طويلة من العلاج. ووفاة الرجل هي بلا شك نهاية مُقدرة لكل إنسان، فلكل أجل كتاب. ورغم متابعتي للحالة الصحية للفقيد الكبير – رحمه الله – بعد دخوله في غيبوبة ثم تحسن حالته بعض الشئ وإيماني مع كثير من محبيه أن الموت حق .. فإن سماعي لنبأ وفاته قد أحزنني فهو أحد الهامات التي تبكي من أجلها العيون وتحزن القلوب. *** إن الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط بما فعله لخدمة الإسلام وأمته الإسلامية هو رجل بألف رجل، فهو «أحد فرسان العصر» وصفه محبوه بأنه «رجل بأمة». وكان ـ رحمه الله ـ قد بدأ حياته المهنية بالعمل كطبيب قبل أن يتفرغ للدعوة في إفريقيا، حيث أسلم على يديه ما يزيد على 11 مليون شخص خلال 29 عاماً قضاها وهو ينشر الإسلام في القارة السمراء. وقد حصل السميط على عددٍ من الأوسمة والجوائز لقاء جهوده في العمل الخيري، أبرزها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، والتي تبرع بقيمتها وهي (750 ألف ريال سعودي) لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء إفريقيا، ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء إفريقيا تعليمها في الجامعات المختلفة. *** لقد كتبت في 11/12/2008 مقالاً عن نشاطات الدكتور السميط الدعوية بعنوان: «دعوة وداعية»، تشرفت بعدها بتلقي رسالة منه استهلها بتأكيده على أنه لا قيمة لدين يقبع في القلب، ولا ينتج عنه عمل يفيد الأمة، ويغير من حياة بعض الناس. وقال في رسالته «إن أكبر العوائق أمام الدعوة في إفريقيا ليسوا هم المخالفين من النصارى وغيرهم ولكن بعض شبابنا الذين لا يفقهون فقه الواقع ولا فقه الدعوة رغم أنهم يعرفون الكثير من فقه الحيض والنفاس».. وأكد الشيخ السميط - رحمه الله - في رسالته على عدد من النقاط أهمها: - أليس من منغصات الحياة أن يأتي شاب من هذه الأرض الطيبة ويترجم فتوى لشيخ فاضل تنهى عن إخراج العين من النقاب ويطبعها على ورق صقيل ملون حيث الكثير من النساء في جمهورية غينيا بيساو في القرى يخرجن عاريات تماماً؟! - أليس من المؤلم أن ترى شاباً يترجم كتاباً في دولة غربية يدعو فيه إلى استتابة النصراني ثلاثة أيام فإذا رفض يجب أن يقتل، ويوزع هذا الكتاب في السجون؟! - إن قلبي يحترق ألماً، وأنا أرى المآسي التي يسببها بعض هؤلاء الشباب، وبعضهم رأيته فيما بعد، وقد قص لحيته وترك صلاته، يضع يده في يد فتاة شقراء ذات عيون زرقاء. - ويؤكد أخيراً على "أننا بحاجة إلى نشر فقه الأولويات ونشر عقيدة الحب والتسامح التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زار جاره الغلام اليهودي عندما مرض، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي، وكان إذا أراد انتقاد البعض يقول ما بال الناس". *** لقد شدني إلى الشيخ عبدالرحمن السميط، كما قلت في آخر مقال عن الداعية الكبير بعنوان: (رجل بأمة) في 15/01/2012، بعد انتشار شائعة وفاته آنذاك، شدني أسلوبه الدعوي المميز، وتواضعه الجم. فلم يعمد - رحمه الله - إلى تكفير المجتمعات التي تخالفنا في الفكر والمعتقد، بل عمل من داخلها، بجهد وصبر وإيمان، لإيصال دعوة الإسلام بالصبر والحكمة والموعظة الحسنة، فحصد قلوب الملايين. وليس أمامنا إلا الترحم على فقيدنا الكبير والدعاء له بالرحمة وأن يسكنه الله الفردوس الأعلى من الجنة. إنّا لله وإنّا إليه راجعون. • نافذة صغيرة: [[إنني أقل شأناً من أن تكتبوا عني، ولا حول ولا قوة إلا بالله.]] من رسالة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط للكاتب. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :