( يفعلها الصغار ويقع فيها الكبار)مثل طريف يعبر عن بعض المشكلات التي تنتج عن " تهاوش " الأطفال، سواء كانوا من أبناء العائلة الواحدة أو أبناء الحي الواحد أو الأحياء المتجاورة. مثل يعبر عن تفاهة المشكلة لأنها نتيجة لعب العيال الذي ينتج أزمات صغيرة، يمكن أن تنتهي في وقتها لكن تدخُّل الكبار يحولها الى فتنة وقطيعة وربما تنتج بعض المآسي، الا أن ما يحدث في عالمنا العربي منذ بدأت التنظيمات السياسية المتأسلمة تفتعل الصراعات الداخلية أو الإقليمية وبدأت فئات أخرى تدفع ثمن هذه الأطماع والصراعات المتهورة التي تحولت الى هذا الشكل البشع من القتل والتهجير والتفجير، لم يعد بوسع الصغار اللعب ولا " الهواش " لأنهم يتساقطون صرعى القنابل والمتفجرات والصواريخ والبراميل المتفجرة المتساقطة من الطائرات، وتحول المثل من الطرافة الى الدموية ( يفعلها الأعداء ويقع فيها الأبرياء ) في الوطن العربي لم يعد العدو هو اسرائيل فقط، بل، دول تعمل في الخفاء، وتجار سلاح، ومخدرات، وغسل أموال، بالإضافة الى تنظيمات الاسلام السياسي، التي تتعامل مع كل أولئك الأعداء المستترين، لأن أعمالهم ضد القانون بينما التنظيمات الجهادية تعمل في النور!! وعلى عينك يا تاجر بما أنها ترفع شعار الاسلام، جماعة الإخوان " المسلمين " تنظيم القاعدة " إسلامي " حزب الشيطان الذي يدعى كذباً حزب الله، النصرة، وأخيرا – أرجو أن يكون كذلك – الدولة الاسلامية في العراق والشام " داعش " هم أعداء الوطن العربي، وأعداء المواطن العربي، لأنهم يستنزفون أمنه واستقراره وحريته ورزقه لحساباتهم الشخصية وأطماعهم الخاصة، الوصول الى سدة الحكم هو الطريق الى حلم السيطرة على العالم العربي، حتى لو باد المجتمع عن بكرة أبيه، ( حلم ابليس في الجنة ). من تلك التنظيمات من يعمل لحساب دول تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في عالمنا العربي الجريح، إما بالعمل على استمرار الجرح نازفاً، أو فتح جراح جديدة أعمق وأشد نزفاً، كي يظل العالم العربي متأخراً ولا تقوم له قائمة. ما يحدث في غزة الآن، ربما يعتبره الكثيرون امتداداً للصراع العربي الاسرائيلى الذي بدأ منذ 1948م، وهو صراع مشروع لاستعادة حق الفلسطينيين في أرضهم المحتلة، وهي القضية الفلسطينية التي تمركز حولها الصراع بين العرب واسرائيل، وادعت كل التنظيمات وبعض الحكام المصابين بهوس العظمة، أن هدفهم الوصول الى فلسطين لكنهم دائما يضلون الطريق اليها، وظلت القضية الفلسطينية هي الوجع الحقيقي والعالم العربي كالجسد المصاب في قلبه بينما اسرائيل الشماعة التي يعلق عليها الطامعون أعمالهم الاجرامية والارهابية في أرجاء الوطن. لا نعلم حجم الخسائر في الجانب الفلسطيني في هذه الحرب المشتعلة بين حماس وإسرائيل، لأن صور الضحايا من أطفال غزة تجبرك على تحويل القناة، أو عدم المبالاة بعد أن أصبحت الذاكرة مشحونة بصور مشابهة وربما أكثر بشاعة! الحروب غير المتكافئة، التي تبدأ بمغامرة طائشة خسارة المغامرين فيها فادحة، فالهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي في ديسمبر 8 200 -2009م " 22 " يوما بعد حصار ستة أشهر لغزة بحجة تدمير حركة حماس، لم يتحقق هذا الهدف لكن القتلى من الجانب الفلسطيني 1387 من المواطنين الذين لم يشاركوا في الحرب، والجرحى 8000 فلسطيني تقريبا وبينهم أطفال ونساء وربما أغلبية، وهذا كان عدواناً اسرائيلياً للقضاء على حماس.! في حرب غزة الثانية 2012م منتصف نوفمبر بعد اغتيال أحمد الجعبري في غزة، أعقبه رد بالصواريخ من المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية، شن الجيش الاسرائيلي هجوماً مكثفاً على غزة لمدة أسبوع أسمته حماس ( حجارة سجيل ) وأطلق عليه العدو الاسرائيلي ( عمود السحاب ) بلغت الخسائر في الجانب الفلسطيني 164 ومن العدو الصهيوني 4 جنود تقريباً. توقف اطلاق النار فوراً بوساطة إخوانية شهيرة في عهد مرسي . النساء والأطفال هم من يدفع ثمن الصراعات بين الدول،وبين الجماعات، أوخلال الثورات، لكن المرأة الفلسطينية والطفل الفلسطيني دفعا فاتورة فادحة لصراع القوى غير المتكافئة، ولعبث المغامرين من بعض الشباب الذي لا يحسب عاقبة التهور في وقت لم تعد القضية الفلسطينية هي القضية الأولى لكثير من الدول التي عانت من الثورات والحروب والجماعات المتطرفة مثل مصر والعراق ولبنان. سجل الصراع الصهيوني الفلسطيني والصراعات الطائفية والمذهبية والتنظيمات المتأسلمة خلال العشرين عاما الماضية ربما تذهلنا نسبة الضحايا من النساء والأطفال والشباب الذين استخدموا في حوادث الارهاب العديدة التي أزهقت الأرواح ومعها تدمير البنى التحتية وتأجيل الأحلام النهضوية بينما العالم يركض حولنا يتراجع عالمنا العربي وسط الدمار والخراب وكلما أراد أن يرمم ذاته ويضمد جراحه انفتح جرح أخطر وأكبر من قدرة العرب على احتمال آلامه. nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :