لَديَّ قَنَاعَة أنَّ الإنسَان إذَا لَم يَتغيَّر في رَمضان؛ فلَن يَتغيَّر أبدًا، لأنَّ الانقطَاع عَن الأَكل والشَّرَاب، وطُول الحَر،ّ والتَّفكُّر في الجوع، يَجعل المَرء يُحرّك خَاصيّة التَّغيير في عَقله..! مِن هَذا المُنطلق أَخذتُ عَلى عَاتقي في هَذا "الرَّمضان"؛ أنْ أَدخُل في صَومعتي، ولَا أخرُج للنَّاس إلَّا قَدْر الحَاجَة، وعَاهدتُ نَفسي بأنْ أُصلح مِن شَأني، وأُطوّر أخلَاقي أولاً، وأزيد مِن اطّلاعي وقرَاءَتي، وأبحَث عَن كُلِّ مَا يُطوّر نَفسي وأدوَاتي، لأكُون الأكمَل والأجمَل والأفضَل..! هَذه أُمنيات، ولَا أَحد يُحاسبني عَلى الأمَاني، فإنْ تَحقَّقت فالحَمد لله، ذَلك مَقصدي ومُرادي، وإنْ لَم تَتحقَّق فيَكفي أنَّها أُمنيات عَاشت مَعي وعِشتُ مَعها..! وأوّل كِتَاب بَدأت بِه عُزلتي في أوّل أيَّام رَمضان؛ هو كِتَاب "الإشَارة إلَى أَدَب الإمَارة"، وهو مِن تَأليف "أبي بكر القيرواني المرادي"، ومِن تَحقيق الكَاتِب المَعروف الدّكتور "رضوان السيد"..! وقَد بَدأتُ بهَذا الكِتَاب؛ لأنَّه يُهيّئ الإنسَان ليَكون أميراً في أخلَاقه وتَصرّفاته، وأميراً بَين أصحَابه وأقرَانه في تَعاملاته وفي سلُوكياته..! وفصُول الكِتَاب كَثيرة، وقَد استَوقفني مِنها فصُول مِثل: "الحَضّ عَلى القِرَاءة والتَّعلُّم"، و"فَصل في آدَاب النَّظر والتَّفهُّم"، و"فَصل في الاستشَارة وصِفة المُستشَار"، و"فَصل في المَعيشة وسيَاسة الأجسَام".. وكَم تَوقَّفتُ كَثيراً عِند فَصل بعنوَان: "الفرَار مِن سوء العَادة؛ وريَاضة النَّفس قَبل الحَاجَة"..! كَما أنَّ هُنَاك فصُولاً أَعجبتني، وأتعجّب كَيف التَفَتَ إليهَا المُؤلِّف، مِثل: "فَصل في هيئة الجلُوس والرّكوب"، و"فَصل في سيَاسة الحَاشية والجُند".. كَمَا تَوقَّفتُ كَثيراً عِند "فَصل أقسَام النَّاس وطَبقاتهم؛ ومَا تُقابل بِه كُلّ طَبقة"..! أمَّا مَا يَخصُّ ضَبط النَّفس؛ والتَّعامل مَعها، فقَد استهوَاني "فَصل في الكَلَام والصَّمت"، و"فَصل في الحلم والصّبر"، و"فَصل في تَرك الحلم إذَا أدَّى إلَى الفَسَاد".. كَمَا استهوَاني "فَصل في الغَضب والرِّضَا"، و"فَصل في التَّجبُّر والخضُوع"، و"فَصل في الكِتمَان والإذَاعَة"، و"فَصل في الحَرب والمُسَالمة"، و"فَصلٌ أَخير في الحِيلة والمَكر والخَديعَة"..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: أتمنَّى عَليكم أنْ تَقتنوا مِثل هَذا الكِتَاب، وإنْ كَان وجُوده قَليلاً وعَزيزاً، لأنَّ مُؤلِّف الكِتَاب -وهو الأَديب "المرادي"- بَذَلَ في تَأليفه سَنوَات طَويلَة، لِذَلك كَانَت فصُوله كُلّها تَليق بالقرَاءة والتَّدبُّر، والاطّلاع والتَّفكُّر..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :