السِّرُّ، ذَلك السَّائِلُ الرّوحيُّ الذي تَحتفظُ بِهِ دَاخلَ قَفصِكَ الصَّدريّ، هو سَائِلٌ ثَمينٌ، ولَكنّه يَفقد قِيمَته إذَا صَببته في آذَان الآخرين، ليَجري مِن أُذن إلَى أُذن، ويُصبح مُتَاحًا لكُلِّ سَامِعٍ وشَامِتٍ وطَامِعٍ..! وقَد صَنَعَت البَشريّة مَقولات مُختلفة؛ حَول السِّر وعَنه، ولَه وفِيهِ، وفي ذَلك تَعدّدت الآرَاء والأقوَال، لذَلك دَعونا نَفتح صَفحة الأسرَار، لَعلّها تُفيدنا في الحوَار..! يَقول "فولتير": (كَشف المَرء لسرّه حَمَاقَة، وكَشفه لسرّ الآخرين خيَانَة).. وهُنَا أَقُول لـ"فولتير": لقَد تَغيّر النَّاس بَعدك، فأصبَحوا يَجمعون بَين الخيَانة والحمَاقة..! لقَد أوصَانا الفيلسوف "سينيكا"، قَائلاً: (إذَا شِئت أن يُحفظ سِرّك، فالسَّبيل الأكثَر أمَانًا هو أن تَحفظه أنتَ دَاخل نَفسك).. ليتنَا نَسمع هَذه الوَصيّة ونُنفِّذها..! أكثَر مِن ذَلك قَال "أَفلَاطون": (أضعَف النَّاس مَن ضَعُف عَن كِتْمَان سرّه).. لذَلك لَا تَكونوا مِن الضُّعفَاء..! والسِّر أَمره عَجيب، لأنَّنا نَطلب مِن الآخرين أنْ يَحفظوا أسرَارنا، مَع أنَّنا لَم نَستطع نَحن حِفظها، وقَد انتبَه إلَى ذَلك الفيلسوف "لاروشفوكو"، حَيثُ قَال: (كَيف ندّعي أنَّ غيرنَا يَحفظ سرّنا، مَا دُمنا نَحنُ لَا نَستطيع أنْ نَحفظه)؟! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّنا نُفضفض الأسرَار لأصحَابِنَا، وإذَا أفشوها وفَضحوها عَضَضْنَا أصَابع النَّدم، لذَلك قَال شَيخنا "أبوسفيان العاصي": (مَا أَوجَع الفَضفضة إذَا أدَّت إلَى العَضْعَضَة)..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain